الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٨ مساءً

المآلات الكارثية لبعض المواقف الإصلاحية

علي منصور
الاربعاء ، ١٦ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
قضيتان يمكن لو درسنا موقف حزب الاصلاح منهما أن نستنبط كيف سيكون موقفه من مسألة رفع الدعم عن الوقود. القضية الاولى هي قضية تغيير رئيس الوزراء... فرغم معرفتهم انه رئيس وزراء فاشل بكل المقاييس ولن يحقق شيئ على صعيد انتشال البلد من مآزقها الاقتصادية والأمنية ولن يؤدي استمراره إلا الى الانهيار التام، وسينتهي بهم الأمر لدفع الثمن الباهض لبقاءه... إلا أن مصالحهم الآنية وعلى المدى القصير رجحت لديهم بقاءه ليس فقط لكونه يمرر لهم ما يريدونه بل أيضاً لأنه شخصية ضعيفة وهم في غنى عن رئيس وزراء قوي يمكن أن يقول لهم لا...

القضية الثانية هي قضية الحوثي... ففي حين أن لعبة هادي مع الحوثيين اصبحت واضحة حيث يستفيد منهم لإضعاف مراكز القوى الاصلاحية، سواءً علي محسن أو ابناء الشيخ الأحمر او بقية الاجنحة، على أمل التوصل مع هذه المراكز الى تفاهمات وترتيبات جديدة، إلا أنه يبدوا أن هذه الأطراف ليست مستعدة لتقديم أي تنازلات... وذلك رغم ما يراه الاصلاحيون من مكاسب ميدانية أصبح الحوثيون يحققونها بشكل يومي، إن لجهة التمدد الى مناطق جديدة أو لجهة التنكيل بقيادات الاصلاح في شمال الشمال. ورغم ذلك، فما زالت هذه المراكز متمسكة بمواقفها مهتمة فقط بتحقيق مصالحها الوظيفية وغيرها وغير مكترثة بالدخول في حوار جاد للخروج من هذا المأزق، وكأنها لا تبالي بما سيكون فيما بعد ...

الخلاصة أنه يبدوا للمراقب أن الاصلاحيين قصيري نظر، اصحاب ردود فعل أكثر من خلق الفعل، اصلح كمعارضين منهم كسلطة، قادرين على تحريك الشارع ضد السلطة لكنهم غير قادرين على ممارسة السلطة بحسب اصول اللعبة السياسية "كفن الممكن"... وقد يكون سبب قصر نظرهم وجمودهم هو تعدد الأجنحة وصعوبة التوافق، بالإضافة الى أن شق كبير منهم (العقائديين منهم) يعتقدون أنهم وحدهم على حق وأن الآخرين في ضلاله. ولهذا فهم ليسوا على استعداد لتقديم التنازلات التي تقتضيها اللعبة السياسية. ولهذا ايضاً سوف يصعب استمرارهم في السلطة. ولا شك أن تفكيرهم ومسارهم السياسي هذا هما نفس التفكير والمسار اللذين انهيا حكم الاخوان في مصر. وللتوضيح فلتقارنوا هذا الجمود و"التربسة" لإخوان اليمن مع المرونة الشديدة التي تعامل بها اخوان تونس مع القوى السياسية الاخرى.

إذن نتوقع أن يكون موقفهم من رفع الدعم هو البحث عن معالجة تجنبهم غضبة الشارع... فهم سيحاولون اولاً ترحيل المشكلة الى ابعد مستقبل ممكن... ثم عندما يحصحص الحق ويضطرون لاتخاذ قرار فالأغلب أنهم سيحبذون اللجوء لطباعة مزيد من الريالات ...دون غطاء ... مما سيعطيهم القليل من الوقت ... لكن النتيجة ستكون كارثية وتعجل بانهيار الاقتصاد والدولة ... وسيرحلون غير مأسوف عليهم..