الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤٠ مساءً

عمران مرةً اخرى

علي منصور
الاربعاء ، ٢٦ مارس ٢٠١٤ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
يبدوا أن قدر عمران أن تنطلق منها شرارات حروب اليمن... فمنها كانت شرارة حرب اليمنيين في عام 1994 ومنها على مايبدوا ستكون شرارة حرب 2014 مع الحوثيين. إذ لا شك أن احتشاد الحوثيين على مداخل المدينة واستدعاء الأتباع ونقل السلاح الثقيل الى تخومها من مختلف المناطق ليس بغرض النزهة أو تغيير جو ... هذا الحشد يجعل المدينة عباره عن برميل بارود لا ينقصه سوى الشرارة التي تفجر الوضع... ولن تكون مهلة الأيام الثلاثة التي حددتها اللجنة الرئاسية للتهدئة إلا مهلة للحوثيين لتجميع قواتهم وشحن البرميل بمزيد من البارود... اما الدولة ففي خبر كان... حالة غيبوبة كاملة ... وغريب أمر هذه الدولة التي تتفرج على دبابات ومدرعات ومدافع ثقيلة وراجمات صواريخ بيد ميليشيات حزبية تتحرك وتحتشد لمهاجمتها والاستيلاء على معسكراتها وقتل جنودها وكأن الأمر لا يعنيها...

حجة الرئيس هادي ، ظاهرياً على الأقل، هي أن الجيش مفكك الأوصال وأن هذا التحرك الحوثي ليس إلا مؤامرة "عفاشية-حوثية" لتوريط هذا الجيش الضعيف والاجهاز على مابقى منه ... وهذا منطق غريب... فما هي فائدة الجيش على أية حال؟ ما فائدته إذا ظل بعيداً عن المعركة طالما أن النتيجة النهائية لعدم تحريكه ستكون الاجهاز على الدولة والنظام على أي حال... فما الذي سنستفيده منه بعد خراب مالطه لا قدر الله؟ هل الغرض تسليم الحوثي جيش "سليم"؟

ثم أن التصرف مع الجيش كما لو كان أنه لا حول له ولا قوة مسألة مريبة... فهذا التقييم السلبي لأوضاع الجيش مشكوك فيه... بل أن من يقولون بهذا يدخلون الوهن في القلوب ولا شك أنهم متآمرين مع الحوثي ... فإذا كان هناك قيادات في الجيش ذات ولاء للحوثي فيجب فرزها وعزلها من الآن ...والحوثي مايزال خارج صنعاء...

والحقيقة أن استمرار الرئيس هادي ومستشاريه الجهابذة في سياستهم الساذجة بأن يتركوا الحوثيين يؤدبوا اولاد الشيخ ثم الآن يؤدبوا علي محسن (من خلال تابعه القشيبي) هذه السياسة لعب بالنار... والثمن قد يكون خراب المعبد على رؤوس الجميع... فالحوثي إذا سيطر على عمران ستصبح صنعاء امامه... وهو لن يحتاج لاقتحامها ولن يخوض حروباً لإسقاطها... يكفيه فقط أن يسيطر على مداخلها الشمالية والغربية (همدان) لكي يثبت وجوده ويبداء في قضم ما بقي من هيبة الدولة واسقاطها معنوياً ... وبعدها سينتقل الى المداخل الشمالية والشرقية والغربية.

فخامة الرئيس...
خلاص فهمنا ... أنت بتلعب مع مراكز القوى لعبة عض الأصابع... كل طرف وضع اصابعه في فم الثاني... وكل واحد يزيد العض بإنتظار من الذي سيصيح اولاً ويستسلم ... هم يريدونك رئيس شكلي وأنت تريد أن تحجمهم... وهذه لعبة خطيرة... لأن الحوثي الذي نصحك مستشاروك أن تستفيد منه لعض مراكز القوى سوف يعضك في النهاية... لهذا عليك أن تجتمع بعلي محسن وأولاد الشيخ وقيادة الاصلاح وأن تملي عليهم شروطك لتحريك الجيش واستنفاره ضد الحوثيين ... وإذا رفضوا عليك أن تحتجزهم وتعلن للناس ما يجري وتوضح موقفهم وموقفك ... وأن تعلن حالة طوارئ... وسترى أن الجيش والناس سيلتفون حولك... اما استمرارك في هذه اللعبة فلن يكون إلا وبال على اليمن ... واما اذا اصريت فماعليك إلا فتح دار الرئاسة للحوثي وتفرش له الأرض رمل وتنتظر وصوله ...