الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٠٦ مساءً
الخميس ، ٢٠ مارس ٢٠١٤ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
كانت سلسلة من حروب عائليه دارت رحاها في المجتمع الاقطاعي لبريطانيا القرن الخامس عشر لمدة فاقت الثلاثين عاماً – من22 مايو عام 1455حتى 1487- بين عائلتين تتنازعان على العرش البريطاني – أسرة يورك وأسرة لانكاستر .وقد لُقبت بحرب الزهور War of the Roses نسبةً إلى " الشارات Badges" التي اتخذتها كل أسرة واتباعها من المقاتلين ... شارة الزهرة البيضاء لأسرة يورك وشارة الزهرة الحمراء لأسرة لانكاستر.

سافرت حرب الزهور ستة قرون عبر الزمن إلى أن حطت رحالها في القرن الحادي والعشرين في المجتمع الاقطاعي لليمن بين عائلة الاحمر وعائلة الحوثي من دون شارات مميزة للعائلتين المتقاتلتين سوى " الصيحه " التي يتميز بها أتباع عائلة الحوثي !

أوجه الشبه كثيرة بين الحربين ؛ فان كان المشترك بينهما هو الهدف فقد كان في حرب " الزهور " من أجل عرش بريطانيا؛ وفي الحرب " اليمنية " كان من أجل عرش اليمن ، فلربما يكون من الانصاف تقريب المشترك في الهدف للحربين بالقول بأن " نظام العرش الملكي " هو المرغوب اعادته إلى ربوع اليمن ، فلا عجب أن يصح القول بأن " الجمهوري" كنظام حكم في الاقليم ( الجزيرة العربية) فريد ومحوط من جيران اليمن بنظام.

" العروش ". و الجمهورية ليست فقط منفره للجيران وإنما هي مصدر خوف دائم ومجاور لهم بحيث يستوجب عليهم الحيطة ولو اضطروا بناء حيطان فاصله مع اليمن !
العامل المشترك الأخر بين الحربين هو " الفوضى " العارمه التي اجتاحت بريطانيا حينذاك وتجتاح اليمن اليوم .

خرجت بريطانيا في ذلك الوقت من حرب " المئه عام " منتصرة على فرنسا.
واليمن كانت فيها حروب متفرقة ولكن حروب من نوع آخر ليست مع دولة أخرى وإنما بتأثير متفاوت الدرجات من دول أخرى اقليمية بالأساس لها يد في الحروب الحوثية السته وفي حرب عام 1994 وبتأثير أيضاً من رياح " الربيع العربي " التي انطلقت سهامها من تونس .

" الانفلات " القانوني هو العامل المشترك بين الحربين الزهور و " الحرب اليمنية" فالجنود الذين عادوا من حرب المئه عام منتصرين تخلوا عن النظام العسكري الذي كان يضبطهم ومع تعودهم على العنف وزهوهم بـ " النصر " ،ارتكبوا بسبب زهوهم بالتحديد جرائم لا تحصى في المدن البريطانية من دون معاقبتهم حتى بعد القبض عليهم متلبسين وذلك تحت ذريعة " دورهم " الوطني البطولي في الحرب ضد فرنسا ... بل وانخرط كثير منهم في مليشيات " اللوردات " مشكلين نواة الجيوش المقاتلة في حرب الزهور !

هذه الصورة تكاد أن تكون طبق الاصل لصورة " الانفلات القانوني " في اليمن في هذه الايام ...الزهو بالنصر في حرب الجنوب والعُنف وقله المال والانخراط في فرق عسكرية يعبر عنها " خطأً " بالجيش وهي في الواقع مليشات علاوة على اللامساءله عن الجرائم التي يرتكبها المسلحون ، تكاد تكون أشبه بما حصل قبل ستة قرون في بريطانيا الاقطاعية .

انتهت حرب الزهور لصالح " الزهره الحمراء" وحقق الانتصار الأخير فيها " هنري تيودور " أحد الاقارب البعيدين في النسب لأسرة لانكاستر وحسم الأمر بزواجه من بيت غريمه " يورك" وأسس للبيت الملكي " تيودور" الذي حكم بريطانيا حتى عام 1603.

في اليمن ، لصالح من يا تُرى ستحسم الحرب ؟!