الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٠٧ مساءً

اشهدي ايتها الدنيا

محمد الحاج
السبت ، ٠٨ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً
• بعد أكثر من 3 سنوات على ثورات الربيع العربي والتي أطاحت بعدد من زعماء الدول العربية , إلا أن اليمن رغم أنها تعتبر من أفقر دول المنطقة العربية قد نجحت نجاحاً عظيماً ورائعاً في الانتقال السلمي للسلطة , وعدم الانزلاق في حرب أهلية كما كان متوقعاً على ضوء ما كان يصدر في سياق التقارير الصحافية ومن قبل الساسة والمحللين السياسيين وقادة الرأي وزعماء في المنطقة العربيةوالعالم أجمع .. وكانت الحكمة اليمانية هي العامل الأبرز في تجنيب اليمن وشعبهامن خطر أكبر أزمة سياسية تمر بها في عصرنا الحديث .

• وإلى الآن تمت 3 اجتماعات خلال عشر أيام فقط لتحديد أهم مخرجات الحوارالوطني الشامل وهي الأقاليم واتجاهاتها الاقتصادية والجغرافية والسياسيةوالحقوقية ومن هنا أثبتت القيادة السياسية برئاسة الرئيس هادي رئيس مؤتمرالحوار والراعين له والشركاء فيه أنهم قد اجتازوا العراقيل والصعاب بعد خروج مخرجاته إلى حيز النور من أجل تنفيذها على صعيد الواقع

• اليوم دقت ساعة العمل لترجمة مخرجات وثيقة الحوار بحوار تخصصي لأولى ولأهم مخرجات تحديد الأقاليم الذي يرتكز على الإجماع الوطني والمصلحة العليا للوطن وتحديد هذه الأقاليم تعد الأرضية التي سوف يستقيم عليها باقي المخرجات المتوافق عليها والتي تليها بالتأكيد أي تشكيل لجنة إعداد الدستور الجديد للدولة الاتحادية باسمها الجديد وتحديد مهام الدولة المركزية وواجباتها وعاصمتها وواجبات ومهام الأقاليم والولايات والمحافظات , وهذا يعني أن الرئيس هادي والشركاء في صناعة وإنجاز وثيقة الحوار وسوف يواجهون تحديات أكثر صعوبة مما سبق , وسوف تظهر سيناريوهات تخريبية جديدة سيحاول أصحابها إعاقة سير تنفيذ الوثيقة,كما بدأت تظهر مؤشراتها وتلوح في الأفق في تهديد الجهود العظيمة لتحديد الأقاليم حيث يحاول بعض الساسة تهجين قناعاتهم الشخصية ومصالحهم الذاتية واللعب بها كمبادئ وطنية إلى ما هنالك, وعلى رصيف ( الفوتبات ) هناك قوى سياسية كبيرة لها شأن كبير إعلامياً كانت لها مواقف في وقت مبكر بمحاولة عرقلة البدء في تدشين مؤتمر الحوار الوطني من خلال ممارسات تارة علنية وتارة أخرى سرية غريبة وعجيبة ومشينة تجاه هذا الحدث الكبير في التاريخ اليمني , حيث قاطعت وامتنعت من المشاركة في الحوار لا في بدء افتتاحه ولا في جلساته ولا حتى في اختتام أعماله بالرغم من حضور حفل الاختتام قادة وزعامات إقليمية وعربية , وقد جاء هذا الموقف لهؤلاء بعد سقوط مشروع الابتزاز الذي كانوا يلوحون به بهدف الحصول على أفضلية مميزة تتجاوز حضور المشاركين في المؤتمر .

• وهذا ليس بجديد لشعبنا وقواه السياسية والوطنية وحتى المحيطين الإقليمي والدولي يعلمون ويعرفون ذلك السلوك المشين , وهاهم اليوم يحاولون من خلال سياسات الابتزاز والانتهازية استثمار ذلك الانتصار والنجاح العظيمين لمؤتمر الحوار ووثيقته التي تم الإجماع عليها .
ونحن عندما نقول أن ما تحقق كان معجزة وطنية لمخرجات ووثيقة الحوار كانت بحق معجزة لأن تحديات الحوار بهدف إعاقته لم تكن من قبل بعض الجماعات في الخارج فحسب بل كانت هناك قوى سياسية تدعي الوطنية في داخل الوطن وفي مفاصل السلطة مع الأسف كانت هي الأخرى تحاول إعاقة الحوار والعملية السياسية وهم الذين ظلوا طوال العشرة الأشهر يراقبون عن بعد سير مؤتمر الحوار والملاحم البطولية لأعضائه حتى تكللت تلك الجهود بالنجاح العظيم , هؤلاء لا يقلون خطورة عن المعارضين الآخرين للحوار سواء كانوا في داخل الوطن أو في خارجه , صحيح أنهم يتحدثون عن أهمية مؤتمر الحوار ( إعلامياً فقط ) في اجتماعاتهم ولقاءاتهم مع الناس ليس إلا .

• وثيقة الحوار نصت في معظم مخرجاتها على الشفافية والمكاشفة والصراحة والوضوح والمصداقية , أليس من الواجب اليوم أن نكاشف شعبنا بأسماء هؤلاء ممن يدعون أنهم رموز وطنية وموجودون بين أوساطنا في داخل الوطن ويحاولون استقلال الفرص وأخذ جهود الآخرين من شرفاء أعضاء مؤتمر الحوار ( الأبطال ) , ولابد أن يعرف شعبنا بخفايا الأمور التي جرت وما زالت تجري وراء الكواليس السياسية السيئة التي حتماً ستزول أجنداتها في القريب العاجل , بالرغم من استخدامها لسلاح الهيمنة السياسية والمالية والقبلية والتي أفرزت العنف المسلح ونشر الفوضى وإرهاب الناس باعتبارهم كما يتوهمون أنهم ( سلطة ) فوق النظام والقانون رافضين الاحتكام للنظام والقانون بهدف العودة بالوطن إلى عهود الإمامة الكهنوتية .

• وبالرغم من حجم المهام الكبيرة الملقاة على عاتقه يواصل قائد سفينة الوطن وربانها الماهر الرمز عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية جهوده الوطنية العظيمة – ليل نهار – لضمان تنفيذ مخرجات الوثيقة الوطنية , وتجلى ذلك من خلال لقاءاته اليومية مع مختلف قطاعات المجتمع في عموم محافظات الجمهورية , وفي زيارته الخارجية التي يهدف من خلالها إلى معالجة المشكلات الاقتصادية المعقدة التي تعيشها اليمن , وكما ذكرت سلفاً فأن الآخرين يتفرجون و( يصرحون إعلامياً ) كلما حقق الرئيس نجاحات جديدة لصالح هذا الشعب ولتحسين معيشته في حين نرى هذه القوى تعمل ليل نهار على توسيع رقعة الفوضى والعنف والإرهاب , وبصراحة أقولها بملء الفم إلى متى ستظل الدول الراعية لليمن تتفرج وتراقب ما يجري في البلاد وكأنها دولاً محايدة وليست راعية ؟ طيب يا جماعة الخير ممكن نقبل بأن الأوضاع السياسية والأمنية تحتاج إلى سياسة جديدة في معالجاتها , ومع الأسف تجري مراضاة ومحاباة ومجاملات و( عزائم لبعض وسطاء الأزمة ) فهل يعقل أن يجري هكذا نشاطات في ظل وجود أعمال تخريبية للكهرباء والنفط والغاز , وفي ظل سفك دماء الأبرياء ونهب ثروات الشعب وتهريب أمواله . . أيعقل هذا يا قوم ؟ فمتى تتدخل بعض الدول العربية الراعية منها والتي تملك بيدها مفاتيح الحل والتائثير !!! لكل ما يجري ويدور داخل اليمن ؟ إلى متى تظل الأمور هكذا واقتصاد اليمن يتدهور يوماً عن يوم كما هو الوضع الجاري في حضرموت ومأرب ومناطق التهريب , في التعامل المشبوه مع بعض المشائخ المتنفذين ؟ وإلى متى يظل مجلس الأمن يصرح ويندد ويلوح بإجراءات وقرارات رقابية ! بدلاً من فرض إجراء أممي فوري لوقف الفوضى العارمة والجارية في البلاد ؟
نسمع أن بعض مؤسسات الأمم المتحدة والدول الراعية تطالب رعاياها بمغادرة بلادنا اليمن فهل ما يجري اليوم في اليمن من تحذيرات وحشود مسلحة تهدف إلى إسقاط وثيقة الحوار وإسقاط الدولة ومؤسساتها وفي ظل هذا التناقض والتراخي للقوى الإقليمية والدولية ؟ أليس الأجدر بها أن تقف بجدية مع الدولة اليمنية وأجهزتها وتسهم فعلاً في معالجة الاختلالات الاقتصادية فيها بدلا من المساومة والتمويه بالحرص على اليمن ؟
هل نحن في انتظار لعبة دولية وإقليمية جديدة مع الأسف تبشر بحرب أهلية قادمة الهدف منها تصفية حسابات قديمة مع اليمن ؟ وحتى ننصف بعض الأشقاء الذين ظلوا طوال الفترة الماضية يعلنون ويصرحون بدعم اليمن ودعم وثيقة الحوار ودعم وحدة اليمن ومعالجة أزماتها الحالية ونخص بالذكر أمين عام مجلس التعاون الخليجي وأمير دولة الكويت وقبلهما اتصالات رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ؟
هل هذا وحده كفيل ليوقف جنون العظمة وكذا الفوضى الجارية في البلاد ؟ ولماذا لم يتم التعامل مع اليمن وهي العمق الاستراتيجي الإقليمي للأشقاء في شبه الجزيرة العربية كالتعامل الذي جرى ويجرى مع مصر العربية الشقيقة مثلاً ؟ اين حق الجوار ووشايج القربى أليس مانعيشه هو نفس الهم التي تعيشه مصر الحبيبة , أين موقف الأشقاء في سلطنة عمان التي ترتبط مع اليمن بحدود بحرية وبرية ؟ وأين موقف الأمارات العربية المتحدة التي ترتبط بعلاقات وطيدة وحميمة مع اليمن منذ حكيم العرب المرحوم الشيخ زايد بن سلطان وحتى اليوم ؟ ثم أين موقف الأخوة الأشقاء في المملكة العربية السعودية اليوم وهي التي كانت سباقة في دعم اليمن منذ بداية الأزمة وصاحبة المبادرة بامتياز !
ما هو المطلوب إذن من اليمن واليمنيين ؟ هل المطلوب من اليمن أن يصبح الوضع فيها كالوضع في سوريا مثلاً ؟ أم المطلوب منها أن تصبح تحت الفصل السابع كالعراق مثلاً ؟ ما هو المطلوب من اليمن إذن؟ .

• أخيراً على العموم أن اليمن ستظل صخرة عملاقة في هذا الركن الجنوبي الاستراتيجي من شبه الجزيرة العربية وتحتل موقعاً استراتيجياً هاماً يربط الشرق والغرب في هذا العالم , ولديها شعب حضاري وتاريخي يشار إليه بالبنان .. وأحفاده تجدهم منتشرين في عالمنا العربي وكل بلدان العالم , وهذا الشعب المغوار قدم للعالم برغم شحه إمكانياته العديد من المبادرات العملاقة فيما يسمى بمشروع الربيع العربي , بل العالم أجمع ليستفيد من هذه التجارب والنماذج الفريدة اليمنية الأصل والمنشأ لمعالجة قضايا دولية وإقليمية شائكة؟ .
وثقوا ثقة مطلقة أن اليمن لن يركع إلا لله العلي العظيم , والتاريخ مليء بالدروس والعبر , ونتمنى من جميع الشرفاء ومن الكل القريب منهم والبعيد أن يتحملوا مسؤولياتهم الوطنية , فاليمن لها حق تاريخي وحضاري وديني وأخلاقي وإنساني في أن تكون كما كانت منذ الأزل دولة أمنة ومستقرة وهذا بكل تأكيد يصب في مصلحة الجميع من الأشقاء في المقام الأول , وقد صدق رسول الهداية عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال : ( أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوباً , الإيمان يمان والحكمة يمانية ) . . حفظ الله اليمن سيادة وشعباً وجيشا ورئيساً اللهم آمين