الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٠ مساءً

معادلة التعايش بين الجلاد والضحيه

عمرو محمد الرياشي
الخميس ، ٣٠ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
هناك فرق كبير بين الضحيه والجلاد وهذا امر مسلم به لدى الجميع دون استثناء ولكن يبدو ان هذا المعيار الفطري لا ينطبق في اليمن وهناك من يحاول ان يجعل كلا من الجلاد والضحيه في ميزان واحد .

سيتسائل البعض كيف يمكن ذلك و في اليمن ؟

كيف تتم تلك المساواة وماهية الية تنفيذها وماهي قوانينها ومعادلاتها السحرية التي قد تقلب معادلة فطرية واخلاقية !!!

الامر لا يحتاج كا هذا العناء والتعب فالمعادلة اصبحت موجودة وهي معادلة التعايش نعم (التعايش) يظل مع الاسف في اليمن البعض يريد ان يخلق مبررات حتى يتعايش (الضحيه والجلاد) وفي نفس الوقت ينادي لتطبيق القانون والامن والعدالة .

فلو اخذنا مثال بسيط لبعض تلك الاقلام والابواق التي تقوم بهذا الدور (علي البخيتي) ذلك البوق الاعلامي الرسمي لجماعة الحوثي .
ما تحدث به الناطق باسم جماعة الحوثي في ندوة عن التهجير في صعدة والتبرير المقزز الذي تشمئز من الابدان قبل الاذان وكلمات التدليس واختلاق الاسباب للدفاع عن عملية التهجير لابناء دماج يجعلنا نحن اليمنيين نواجه معادلة خارجة عن الفطرة وهي التعايش بين الجلاد والضحيه .

تم محاصرة دماج لأكثر من 3 اشهر من قبل الحوثيين وقصفها بمختلف انواع الاسلحه الثقيلة حتى الدبابات ، وطوال فترة الحصار سقط مئات القتلى والجرحى وتهدمت المنازل فوق رؤس قاطنيها والحاق الضرر بمئات المنازل الإخرى .

وبعدها يريد البخيتي ان يُقنع الناس بأن عملية التهجير لابناء دماج تمت عبر رغبتهم وبمحض ارادتهم تحت حجه لاغية اصلا وهي التوقيع .... دون التطرق الى الظروف التي ادت الى القبول بالتهجير والتوقيع عليه كحل بديل عن الموت تحت الحصار والقصف الحوثي .

نموذج الفيلم السينمائي السياسي الذي يحاول البخيتي ان يسوق بعض من لقطاته ابرز لنا كيمنيين عن مدى مرحلة الخبث المذهبي الذي وصل له البعض وتفوق على نظرائه من اليهود بمراحل لن يصلها اليها اليهود الا بعد سنوات ضوئيه .

الناطق باسم جماعة الحوثي قال إن من حق أيّة جماعة أن تنتشر في أي مكان على مستوى اليمن، بل من حقها أن تنتشر في أي مكان على مستوى العالم.... وهذا ربما يبرر الانتشار الذي اصبح حصري لجماعة الحوثي دون سواهم !!!!


أخيرا ,,,,,
من خلال الازدواج الحاد في سياسة جماعة الحوثي اعلاميا وميدانيا وسياسيا يكشف للجميع المكنون الحقيقي لتلك الجماعة و هي تعلن فعلا وقولا عن سياسية الانتقام وما تحمله من نهج قد تعفن من الحقد والضغينة تجاه اليمنيين .

لكن عزيزي القاريء لقد تم اخراج ابناء دماج من ارضهم بحجة وجود الاجانب ... الم يكن الأجانب متواجدين منذ سنيين مضت فلماذا قامت قيامة جماعة الحوثي الأن !!!

إن دور الجلاد التي تقوم به جماعة الحوثي اصبح وجهها الرمزي فيما تقوم به تجاه اليمنيين .
وهذه هي سياسية الجلاد في توسيع مدى مخالبها لخلق المبررات حتى وان كانت مـــن نسج الخيال لتضيئ لنفسها طريقاً بنيران احزان ضحاياهـــــا مــن اليمنييـن ونتحول في اليمن بين حزبيين (حزب الجلادين وحزب الضحايا ) .

فبالأمس خرج ابناء دماج بحجة ان بينهم (اجانب ) وربما يتم اخراجنا كيمنيين من اليمن بحجة اننا (تكفيريين) !!