السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٠٣ مساءً

هادئا وهاديا

صالح احمد كعوات
الخميس ، ٢٣ يناير ٢٠١٤ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
كم عانت الشعوب العربية من عقدة تقديس الأشخاص والتمجيد للذوات, وكم هي معضلة الأمة في تحول القادة والزعماء إلى آلهة مقدسون طيبون مطهرون وحتى معصومون.... وليس في سياق المرحلة الحديث عن الرئيس بشيء من الإطراء لولا أن ما دفعني إلى ذلك أمرين كثرة الشانئين والشاتمين والناقدين بنية الهدم والعرقلة وليس البناء هذا أولا، وثانيا صعوبة المرحلة التي تمر بها اليمن ومدى حاجتنا إلى إظهار ما يمكن إظهاره من المحاسن والايجابيات لعلها تخفي شيئا من سوء الواقع وعيوب المرحلة التي تسبب البعض في نشوءها وليس الرئيس نفسه .

انتقد الشعب رئيس الجمهورية وصفوه بالضعيف والخائف وهذا دحضه موقفين الأول ظهوره في العرضي ساعة المواجهة والعنف وكان في ظهوره إفشال مخطط الانقلاب والثاني ظهوره في مؤتمر الحوار بعد اغتيال احمد شرف الدين في وقت من الممكن أن يكون هو لحظة الضربة القاضية لمؤتمر الحوار كما أراد لها أن تكون صانعوا هذا الفعل القبيح .. ناهيك عن كثير من المواقف التي كان التصرف فيها وفق ما تستدعيه حالة اليمن وليست رده الفعل.

كمان أن مخرجات الحوار وما نتج من تطور نوعي في المجتمع اليمني الذي يصفه الرئيس المخلوع بالثعابين إلى مجتمع متحاور متعايش يقبل بعضه بعضا إذا ما استثنينا مجموعات هي من وضعت اليمن في زاوية الفشل وفوق بركان من الحروب وعلى مرجل من المشاكل تتلخص في لوبي الخراب (عصابة النظام السابق, وعصابة المشروع الصفوي ,وعصابة البيض الدموي) الذين يريدون تحويل اليمن إلى جحيم وحياة اليمنيين إلى ليال سود .

إن من يريد أن يكون اليمن جنة خضراء يسودها الأمن والأمان والعدل والاستقرار والتنمية والرخاء في مرحلة وجيزة واحد من اثنين إما جاهل بحال ما كان عليه اليمن وما وصل إليه قبل ثورة فبراير، وإما مغرض قصده الوشاية والتشويه، ولكن حين ندرك أن هدف المرحلة الانتقالية هو ثلاثة أمور الوصول إلى وضع دستور جديد يحدد شكل الدولة والثاني الوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة تفرز حكومة ونظام تلبي مطالب اليمنيين والثالث منع الفشل والتدهور الاقتصادي وحين نتمعن في هذه الأمور بعين العقل نلحظ تحققها بنسبة مقبولة ومن هنا ندرك مغزى هدوء الرئيس وانه كان يقود اليمن من مرحلة الفشل والضعف والاختلاف والصراع الى مرحلة الإستقرار والتنمية فهو هادئا مهديا، وإني أتمنا على الرئيس هادي عدم الترشح لمرحلة قادمة بعد الإنتهاء من المرحلة الانتقالية حتى يكون مانديلا العرب.