الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢٣ مساءً

جنون الحب وحب الجنون ( 19 )

عباس القاضي
الاثنين ، ١٣ يناير ٢٠١٤ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
وحتى يضع حدا لما رآه أحمد عطاء غير مجذوذ ، من أسرة أماني نحوهم ،،، مقابل انصياعهما لتلبية الدعوات : إفطار ، غداء ، عشاء ،،، الذي كان سببا لشرود أحمد ،

قال أحمد : أماني ، سنطلب الإفطار إلى هنا للفندق ،،، على الحساب ،،، ولن تغرب شمس اليوم ،،، حتى تتغير نمط الحياة التي نعيشها .

قالت أماني : كيف ،،؟ لم أفهم ،،، قال أحمد : اتصلي بخالتي التي هي أمك ،،، وفي هذا الوقت المبكر،،، حتى لا تبدأ بإعداد الإفطار لنا ،،، قولي لها : تعالى ،،، أفطري عندنا ، وأردف : إنني أرى أن هذا هو الأسلوب الأمثل ،،، لنقطع عليهم ،،، الدعوات المتلاحقة لنا ،،، لنبدأ حياتنا باستقلالية ،،، وانأ سأتولى التواصل مع صلاح " كمان " ،،، واستطرد : لا تدعي لها فرصة بأن تفرض علينا رأيا آخر ،،، ثم غير وضع جلسته وهو يقول : سأقوم بالاتصال بأبي ليرسل لنا مبلغا نعيش به إلى حين .

قالت له أماني : ولكن ،،، قال لها أحمد : بلا لكن ، بلا حاجة ،،، أنا " الراجل " هنا ، والرأي رأيي ،،، وأردف : لا أريد أن يكون لسلطتي فترة انتقالية ،،، وبرغم جديته إلا أنه ضحك من ضحكتها التي دمعت لها عينيها ، واحمر لها أنفها .

قامت تضرب بقدمها اليمنى و تضع كفها الأيسر موضع التحية ،،، بشكل خفق له قلب أحمد ،،، ثم قالت : تماااام يا هادي ، اقصد : يافندم ، عفوا ، اقصد : يا أحمد ،،، يا زوجي العزيز ،،، رد احمد بصوت يميل إلى الجدية : تصرفي ،،، اقصد : اتصلي .

اتصلت أماني بأمها ، تدعوها للإفطار ،،، رغم أنهم لم يطلبوه إلى الآن ، تحوطا لأي طارئ ،،، كلمتها أماني وأحمد يسمع ،،، ينتظر النتيجة ،،، يرفع أصبعه ،،، دعما لموقف أماني ،،، دقائق ، تلوَّنَ لها وجه أماني بألوان قوس قزح ،،، حتى أقنعت أمَّها ،،، واشترطت أن تحضر معها " خبز طاوه " وشاي عدني ،،، الحمد لله ،،، قالتها أماني ، وكأنها انتهت للتو من سباق مارثوني ،،، هاااا ، كيف ،،، اقتنعت ؟ ،،، قالت : نعم ،،، بشرط أنها ستحضر معها خبز طاوه وشاي عدني ،،، جحظت عينا احمد وردد : خبز طاوه وشاي عدني ! ثم قال : هو عندي أفضل من الكبدة واللحم بل هو من الشهد أحلى ،،، ثم اقترب من أماني يهمس في إذنها : قولي لها تكثر من الخبز ،،، وألمحي لها : إن صبوحنا سيكون : خبز طاوه وشاي عدني .

- يتبع -