الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٢ صباحاً

الى الرموز الثورية في الشمال

محمد ظيفير
السبت ، ٢٨ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٢٠ مساءً
سلكنا نضال التغيير معا منذ ادراكنا ان سفينة اليمن بدأت بالغرق , وسارعنا لإشعال جذوة الثورة الشبابية في مناطقنا وقرانا حتى بلغت الآفاق في جنوب اليمن وشماله , ولم نبخل براي ولا جهد ولا مال لإنجاح المسار الثوري الذي ارتضيناه طريقاً لنا كشباب نمثل جنوب اليمن اولاً وكل اليمن ثانياً وهذا امر بديهي لان خيركم خيركم لأهله ولا ينتقص من وطنيتنا ولا من نضالنا لأننا لا ولن ننتظر الثناء او الاطراء من كائناً من كان وكذلك لن يضيرنا التقليل مما حققناه.

اخوة النضال والتغيير ...
لقد هالني ما سمعت وقرأت وما اسمع وأقرأ من تعليقات وردود فعل حول وثيقة حل القضية الجنوبية الحل الواقعي المقدور عليه والممكن التحقيق في الوضع الراهن , مع ان هذا الحل يعتبر حل شبه مرضي لجزءمن أبناء الجنوب وغير مرضي لجزء آخر قل عددهم او كثر , علاوة على انه لا يزال حبر على ورق ولم يطبق منه شيء على ارض الواقع .

مع هذا كله نسمع عن ادانات وشجب واستنكار لهذه الوثيقة ليس من اركان النظام البائد فحسب لان هذا متوقع منهم كونهم يعملون على تقويض الانتقال السلمي للسلطة وجعل من ابناء الجنوب وقضيتهم مطيه لهم للنيل من الرئيس هادي وكل القوى الخيره في المجتمع اليمني الذين وقفوا صفا واحدا ورموهم شر رميه في 2011م .

ولكن ما اثار اندهاشي هو الكم الكبير من التعليقات والتصريحات لنخبه نظنها خاضت النضال من اجل الانسان اليمني ورفعته وانهاء مظلوميته , جنوبيا اوشماليا , ليس من اجل جغرافيا, ولا من اجل قسم في الثروة , متناسين ان رد حقوق الجنوبيين لن يتضرر منه المواطن البسيط في الشمال , ولن يكون له أي اثر سلبي على الاقتصاد في أي اقليم او منطقه بعينها , بل سيكون حافزا لابناء كل محافظه في العمل على تنمية مواردها , وبناء قدرات ابناءها .

ياجهابذه التغيير ...
ان ردة الفعل هذه تجعل منكم في نظر الانسان الجنوبي اعداء له ولحقوقه لأنه يسمع مثل قولكم ممن صادر حقوقه لمدة تزيد عن العشرين عاما , وانتم لستم كذلك !!

المواطنون متساوون في الحقوق والواجبات , نعم ولكن لا استطيع انا كشاهد عيان على مايجري اليوم في البلاد ان احلم ولو حلم بحل سحري يعيد العجله الى الوراء ويبدأ الوحدة من جديد على اسس متينة نازعا ما علق بالقلوب من ضغائن وأحقاد جراء ما اقترفه الحكم العفاشي لليمن طوال 23 عاما .

لنكن واقعيين ولتتجلى اهداف ثورة التغيير في وعينا وتصريحاتنا متجاهلة انتماءاتنا المناطقية , الازمة اليوم ازمة ثقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى , فهل سنكون كثوريين مساعدين على بناء ومد جسور الثقة بين ابناء الشعب , قبل ساسته ,ام اننا سنحذوا حذوا المعرقلين للجهود الحميده لمساعدتنا في الخروج من المستنقع الذي وقعنا فيه , وبدل ان نمد تلك الجسور للتواصل والالتقاء بقلوبنا قبل اراضينا وثروتنا , كما كنا نردد طوال ثورة التغيير ((وحدتنا وحدة قلوب .. لا شمال ولا جنوب)) فان تصريحات رموز ثورية تضع الحواجز وتدور في فلك ليس فلكها .