الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:١٧ مساءً

العزل السياسي ..لكل سيء

محمد ظيفير
الأحد ، ٠٣ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
يبدوا ان قانون العزل السياسي المفترض ان يقر في مؤتمر الحوار الوطني اصبح ضرورة ملحة لإصلاح ما افسدته الحصانة الممنوحة للمخلوع ومن عمل معه على تخريب البلاد خلال فترة حكمه .

وبما ان هذه الحصانه الممنوحة لهؤلاء غير شرعية وغير قانونية رغم ذلك فقد استخدموها استخداماً سيْ بل مقزز , وأصبحت حصانتهم عن ما قبل وما بعد منحها .

حتى حولوها الى ما يشبه صك الغفران عند المسيحيين في القرون الوسطى , هذا الصك الذي اباح للمخلوع ممارسة الاعمال الاجرامية في حق هذا البلد , لأنه يعلم علم اليقين ان الحصانه منحته مساحة لعب اكثر من لو كان رئيساً في ظل انقسام حاد مثل ما كان سائدا منذ اعوام .

باعتقادي ان العزل السياسي في وضعنا الحالي سيكون بمثابة الخطوة الاولى في طريق لن يكون قصيرا ولا سهلا لتنظيف البلاد من مجموعة كبيرة وشبكة ضخمة من الفاسدين والمتاجرين بمقدرات هذا الوطن الغني بثرواته البشرية والمادية.

عزل الطواغيت شمالا بدرجة رئيسية , وجنوبا بدرجة اقل لأنه لا يجوز المساواة بين الشمال والجنوب في هذا الصدد سيكون له تاثيراً قويا وبالغ الاهمية نحو اعطاء الحوار الوطني ثقة قطاعات كبيرة من الشعب .

لم يعد هناك وقت ولا مجال للمناورات السياسية , كلمة الرئيس للبخيتي في اول جلسه يجب ان تتكرر لمن لا يريد إلا المناورة , فمن اراد ان يخدم الشعب وقضاياه فليكن فاعلاً في النضال من اجل الخروج من الحوار بما يخدم الوطن والمواطن , ومن همه المناورة وعرقلة الحوار في مرحلته الاخيرة فالباب يجب ان يكون مفتوحا امامه . ليفعل ما شاء خارج اروقة الحوار وليصبح مسئولا امام القانون اذا اخطأ او ارتكب أي حماقات .

هناك قوانيين عزل سياسي طبقت في بلدان كثيرة شهدت نزاعات واثبتت فعاليتها وجدواها , وهي قوانيين جيدة لا تسمح باستغلالها لان صياغتها متينة ومحكمة .

وما تخوف البعض من هذا القانون إلا لأنهم لم يدركوا التغيير الحاصل في البلاد ومازالوا يعيشون في وهم اسمه العيش على أمل العودة ..

لاشك ان غالبية الشعب سيستفيدون من قانون عزل محكم المواد واضح المعالم لايتيح فرصة للمتخرصين والمؤلين ذو معايير قابلة للتطبيق . اما المتضررين فلن يكونوا الا الذين الحقوا الضرر بالوطن ارضاً وإنساناً.

وأنا شخصيا لا اتخوف إلا من صدور قانون فضفاض لا ينطبق إلا على الامام او الاستعمار البريطاني اوقادة البرتغاليين الذين غزو البلاد في القرن الرابع عشر , او ربما لا ينطبق الا على ذو نواس الذي حفر الاخدود للمؤمنيين او ابرهه الحبشي .

رغم كل هذه التخوفات الا انني موقن بان اعضاء الحوار سيضعون كل ذلك في الحسبان ولن يطلعوا علينا الا بقانون مشرف لكل يمني حر يريد طي صفة الماضي المتضمنه لشخصيات اساءت لهذا الوطن , ولكنه كان كريماً في تعامله معهم , إذ أنه يقول لهم كفى ..إتركوا هذا الشعب يعيش بسلام وارحلوا عن المشهد اليمني سياسياً واقتصاديا وثقافياً لأنكم إساءة بالغة لماضيه وحاضرة ومستقبله.