الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:١٣ مساءً

مواجع وجدانية ,,, من وحي الثورة

عباس القاضي
الأحد ، ١٦ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ٠٩:١٠ صباحاً
في ليلة ظهور علي صالح لأول مرة بعد حادثة النهدين, ساعتها كنت نائما, وصحوت على أزيز الرصاص ودوي المدافع, ضننت حربا شاملا قد بدأت, فأصابني وأفراد أسرتي الخوف والفزع, ولكن أحدا أخبرنا أن هذا كله بسبب ظهور صالح في التلفاز, خرجنا من غرفنا وجلسنا في الصالة, لأن نوافذ الغرف كبيرة ومزججة, خفنا من شظايا الرصاص والزجاج.

طال الوقت والسماء تلتهب, أخذت فراشا ومخدتي المفضلة, واستلقيت على ظهري ,ووضعت رجلي اليمنى على شكل ثمانية بالعربي, ورفعت اليسرى فوقها ونتيجة للمواجع وحالة الإكتئاب, وبحسب تراثنا الشعبي الذي يقول, "ماتغَنِّي إللِّي سالي وإللِّي مكروب" بدأت أهز رجلي اليمنى فتهتز معها اليسرى وأخذت "أُلالي" والملالاه نوع من المقامات الشعبية تبدأ ببادئة " ألا " وتليها بكلمة مكررة " ليل , ليل , ليل ,,,,,,,,,,,,,,,,,, "وحتى لا تتيهون هناك أغنية للمرشدي على نفس المقام عنوانها " مخلف صُعِيب " ومطلعها :
" مخلف صعيب لكن قُلَيبي ماهنش *** مهما توجع في قليبي ماأنش "

وأيضا على نفس النسق في تراثنا الشعبي :
" وا شركسي ياعطر بالمضارب *** كم لي اقصُرَك من خَرجة المغارب"

فإلى الأبيات التي نفست بها عن مواجعي وكآبتي :
يا بلطجي يا عون كل فاسد *** طيرت لي نومي وكنت راقد
صنّجت لي أذني قل لي على موه *** هذا عمل من هو لعقله فاقد
تشتي تقول ان الخبير سلامات *** مات السلا يا فاقد المحامد
حِسّك تبيع دينك بمال زائل *** تزهق بها الأرواح بدم بارد
خذها حلال اشقى وكد بزندك *** أكل الحلال حالي وله فوائد
انضم لثورتنا واحمي حماها *** من قاوم الطغيان نال المقاصد
اسمع نصيحة خالصة لأجلك *** هذا كلام الصدق وربي شاهد

استأنس محمد ابن ابني عبد العزيز بهذه الأبيات المموسقة, فوضع رأسه على صدري, فأخذت بأناملي أمشط شعر رأسه وأقفلت الأبيات ببيت خصصتها له وهي:

هذا محمد هووووابن ابني *** شا عوذه بالله من كل حاسد