السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٢٤ مساءً

أشك وأقطع 14 .. حل القومي لا إقالة الأحمدي

اسكندر شاهر
الأحد ، ١٦ يونيو ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
إذا رفع الأخوان شعاراً ما سواءًا أكان أيدلوجياً أم سياسياً أم مطلبياً وحقوقياً فأول ما ينبغي أن تقوم به حياله هو الشك حتى يأتيك اليقين ، بما في ذلك الشعار الأبرز الذي رفعته الجماعة في عقر دارها الأول "مصر" : ( الإسلام هو الحل ) ، فكل ما يطبق على أرض الكنانة في ظل حكم الأخوان لا يمت للإسلام بصلة إلا الإسم .. أورد هذا ليكون الهدم بدءاً من الأيدلوجيا ليبقى نسف الجانب السياسي والحقوقي تحصيل حاصل ، لاسيما لو تحدثنا عن النسخة غير الأصلية لهم في اليمن ، وكما يقول المثل : كيف يستقيم الظل والعود أعوج ؟! ..
وهنا أشك في كل شعار ومطلب يرفعه حزب الإصلاح ، ولن أدقق كثيراً في كل شعاراتهم ومطالبهم لاسيما الثورية منها على وجه الخصوص بل سنتناول ما كان مرتبطاً بمجزرة الأحد التي ارتكبها جهاز الأمن القومي ، وقد كان حزب الإصلاح في مقدمة من طالبوا بحله مع السياسي أوائل أيام الثورة الشبابية إلى أن استولى الحزب على السلطة كلها أو جلها وتنازل أو تغافل عن ذلك المطلب ولم يعد يسومه إلا شباب الثورة المستقلون و جماعة أنصار الله الذين تصدروا المشهد الاحتجاجي يوم الأحد للمطالبة بحل جهاز الأمن القومي والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين دون وجه حق ، ليأتينا القطع من خلال المجزرة البشعة بأن شيئاً من التغيير لم يحدث وأن الفترة الانتقالية ليست إلا انتقامية أو مهادنة قبل خوض معركة قادمة ستوجه ضد كل طرف يريد التغيير ويرفض الارتهان للخارج ويطالب بالسيادة الوطنية وينشد الدولة المدنية ، وهذا عين ما شككت وقطعت بشأنه في الحلقة السابقة من هذه السلسلة الشكّية السكندرية ...!! .

وأشك كثيراً بجدوى هذه الاحتجاجات وفقاً للقطع بأن الأولى منها هو الاحتجاج على المبادرة الخليجية وحالة رهن البلد للسفير الأمريكي ، وهذا سابق للاحتجاج على الأمن القومي الذي يشكل واحدة من أهم المؤسسات الأمنية التي يتكئ عليها الأمريكان في ترسيخ وجودهم وربط مصير اليمن كله بسفارتهم وأجهزة استخباراتهم وفق قاعدة بيانات لن يثقوا بالأجهزة التقليدية اليمنية في استقائها ولأجل ذلك جرى تأسيس هذا الجهاز وتدريبه أمريكياً وخصصت له موازنة مهولة ، يندفع من هولها موظفوا القومي كالذئاب لقتل المواطنين كالذباب ..
وأما الرئيس هادي الذي عجز كرئيس جمهورية وقائد أعلى للقوات المسلحة والأمن وكرئيس لمؤتمر الحوار أن يلقي القبض على قاتل الشابين البريئين أمان والخطيب ، بل قام بدعوة الشيخ المتحفظ على القاتل لحضور الجلسة العامة الثانية للحوار الوطني فطردته نساء الحوار من القاعة فأشك في أنه قادر على محاسبة قتلة الأحد الدامي ، وأقطع بأن التنازل عن مطلب حل القومي بشرط إقالة الأحمدي رئيس الجهاز لن يجدي نفعاً بل سيضاف لقائمة تنازلات سابقة عبرت عن رفضي لها – كرأي – ومنها المشاركة في مؤتمر الحوار ويتأكد للجميع كل يوم صحة ما ذهبنا إليه باكراً ..

وعليه فإن العودة إلى الصواب يقتضي تفعيل العناوين الرئيسة للثورة وهي إسقاط النظام الذي لم يسقط بل أعاد إنتاج نفسه بصورة أبشع ، ورفض المبادرة الخليجية وتبعا لذلك رفض الوصاية الخارجية واستعادة السيادة الوطنية ، وهذا لن يتأتّى إلا بالحوار ولكن ليس الشمالي غير الشامل بل حوار قوى وروافع التغيير الحقيقية التي تربط الشعار بالتطبيق ، و ( كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لاتفعلون ) .. وحينئد ستسقط هذه الأجهزة بالفعل الثوري الجراحي لا بالعمليات السياسية التجميلية ..


لــكزة ..
سمعتُ بيان المتحدث باسم أنصار الله بعد مجزرة الأحد الدامي ، وأخشى ما أخشاه أن تتحول الاحتجاجات والمجازر حيالها إلى مطالبة بإضافة أسماء جديدة لقائمة شهداء الثورة وجرحاها كما لو كانت وظائف لعاطلين عن العمل !!! .
لكزة أخرى ..

قال راجح بادي وهو أحد مستشاري باسندوة لقناة "الجزيرة" أن إيران هي الدولة الوحيدة التي لم تقدم لليمن شيئاً قياساً بأصدقاء اليمن ، ومعتبراً أنها تتدخل وتتجسّس على بلادنا .. ألا يعلم هذا المستشار بأن إيران التي أغلقت سلطات اليمن مشفاها ومركزها الطبي بصنعاء بحجة واهية لا يُسمح بقبول أية مساعدات منها بفيتو سعودي / أمريكي وليس بإرادة الحكومة اليمنية المرتهنة ، وقد جددت الخارجية الإيرانية التصريح قبل أيام بأنها جاهزة لمساعدة اليمن و(بدون شروط !!) ، فهل يهب لي مستشار باسندوة دعماً خليجياً أو أمريكياً بدون تدخل وتحكّم ودون أن تكون اليمن مزرعة خلفية للرياض ومكب للعمالة المطرودة منها وفضاء فسيح لطائرات بدون طيار ، وموطيء لدفن النفايات الإسرائيلية ؟!!!