الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٢٨ مساءً

دماء الرجبيين..

محمد النظاري
الأحد ، ٠٩ يونيو ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
دماء اليمنيين سواسية لا فرق بين ساحة وساحة، ولا بين طرف وآخر... ومن هذا المنطلق فإنني اتساءل كيف يريد البعض ان يطالب بدماء اخوة لنا –ونحن معه لان دماءهم غالية- ولكنه في الوقت ذاته يحتقر دماء أخرى، لا تقل عنها ..

ان ذلك ما يحدث عندما يتم التعاطي مع دماء المغدور بهم في اول جمعة من رجب الحرام، بجامع النهدين، حينما اراد البعض ان يغتال قيادة دولة بأكملها، في مشهد قل نظيره.

منْ منَ اليمنيين لا يعرف جمعة رجب شهر الله الحرام , ومالها من مكانة عظيمة لديهم ؟ , الجواب بكل تأكيد أن الجميع يعرف ويعي أن فيها وقبل ما يزيد عن 1400 سنة هجرية دخل أجدادنا رحمة الله عليهم في دين الله أفواجا ، ولكن شتان ما بين أول جمعة رجبية لليمنيين وجمعة الثالث من يونيو 2011، ففي الأولى كان توحدهم على الحق، والآن توجهوا نحو الافتراق عنه ، وذهب بعضهم الى استهداف بيت من من بيوت الله –يتواجد فيه رئيس الدولة وكبار القادة- ليخلقوا الفتنة بقتل ولي الأمر ، لأنه وبكل بساطة ابتعد أولئك العصاة عن أول جمعة رجب وقيّمها ومُثُلها وتعاليمها، ولكن لله الحمد والمنة فقد نجا الله البلاد من فتنة عظيمة بفضل التعاطي الحسن من القيادة حينها .

اننا مدعون جميعا لدعم التحقيق مع القتلة اينما كانوا ومن اي جهة كانت، سواء من استهدف جامع النهدين، او الشباب في الساحات، او الجنود في مواقعهم.. فهؤلاء جميعا مجرمون، ينبغي تقديمهم للمحاكمة.. ولكن شريطة ان يكون التعاطي مع جميع الدماء بصورة واحدة.

بطبيعة الحال في اعتقادي ان جريمة النهدين هي الاعظم والأشد، لا لشيء إلا لأنها استهدفت امن البلاد، فتصوروا معي لو ان المخطط حينها –لا قدر الله نجح- كيف سيكون الحال حينما يغتال رئيس البلاد وكبار القادة وهم يؤدون صلاة الجمعة.. الهدف كان واضحا، هو زج البلاد في اتون حرب لن تنتهي، لان جميع الاطراف كانت متأهبة وجاهزة لتحويل اليمن الى نار مستعرة.

من الخطأ تصوير من يدافع عن دماء اليمنيين بأنه عميل لجهة بعينها، فالشهداء لهم اهالي يموتون كل يوم بفقد شهدائهم، بينما من يسعرون النار، هم وأهاليهم بعيدون عنها.. بل ولا يتجرؤن حتى على النزول للساحات، ويزجون بالضعفاء، الطامحين بالتغيير، مع دغدغة مشاعرهم، واللعب على شوقهم ليمن جميل..

على الجميع ان اراد طي صفحة الماضي، ان يؤمن بدور القضاء، وان يحتكم اليه، وان يسلم بقراره ويرتضي به، اما بدون ذلك، فلن يكون هناك حل عادل..

فمن الظلم تصوير البعض وكأن دماءهم وحرام، والآخرون دماءهم زكية.. النفس اليمنية غالية علينا جميعا، وعلينا حمايتها من المتربيصن بها وبالوطن.

وعليه فإننا نترحم على ارواح الجميع بجامع النهدين وجمعة الكرامة وساحة تعز، وفي مقدمتهم الاستاذ عبد العزيز عبد الغني وكل شهيد اسلم روحه لبارئها، مع دعائنا بأن يكلل المولى عز وجل جهود الدولة للقبض على جميع الجناة وتقديمهم للعدالة... رحم الله شهداء الوطن، ووفق اليمنيين للتسامح وبناء دولة لا يستأسد فيها طرف على اخر.