الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥٣ مساءً

أشك وأقطع 12 .. التـنوير لا التغيير !

اسكندر شاهر
الأحد ، ٠٢ يونيو ٢٠١٣ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
يقول بعضهم : حق + ضعف يساوي باطل ، وباطل + قوة يساوي حق .. وبالرغم من أني أشك في هذه المقولة نظراً لإيماني بأن الباطل يستند في جوده على الحق ، - لا على القوة- كما يستند الزبد على الماء إلا أني أقطع بانطباق المقولة على اليمن التي يصول فيها الباطل بحكم القوة على أنه الحق ويتحول الحق إلى باطل بحكم الضعف ..
الفاسد الكبير ينتج فاسدين صغار وهؤلاء بدورهم يختلقون لغير الفاسدين قضايا فساد ويحمّلونهم مسؤولية كل شيء غير سوي في هذا الوطن ،، وفي الأثناء يقتل مرافقو الشيخ شابين بريئين ويخرج الشيخ ليقول لنا بأنهم ( فحطوا ) بالسيارة وقاموا بعمل غير لائق بحق موكب عرس خاص به كل مظاهره غير لائقة .. وتلك آخر نكتة تضاف لموسوعة النكات اليمنية ..
ولكن .. ألا يجدر بالمستضعفين أن يفيقوا من سباتهم لتُعاد الأمور إلى نصابها ..ألم تكن الثورة الشبابية الشعبية وقبلها الحراك الجنوبي السلمي يشكلان الفرصة الأكبر للتخلص من الظلم والسير قدماً نحو إحقاق الحق وإبطال الباطل ، وتحقيق الوطن المنشود والدولة الحديثة ..؟! لماذا ترك المستضعفون الحلم قبل أن يكتمل وسلّموا الرايات كلها بما في ذلك الثورة ودروعها لمن ثاروا ضدهم؟! ...
وفي مقام الجواب على هذه الأسئلة .. أشك في أن المثقفين في اليمن أو مايسمونهم طبقة ( الانتجلنسيا ) لديهم جواباً سليماً وقاطعاً عليها ، ذلك لأني أقطع بعدم معرفتهم بطبيعة الوعي الفردي والجماعي في بلادنا وطبيعة المخيال المجتمعي المركّب ، وعدم وعيهم بدورهم المفترض قياساً بمعرفتهم بسبل الوصول إلى ديوان الشيخ ومقيل المسؤول شأنهم في ذلك شأن كل الرعية التي يقودها راع لم يجد من يرده فتفرعن .. وقد قيل قديماً : من فرعنك يا فرعون .. قال لم أجد من يردني ..
ومن هنا فإن الحل يكمن في التنوير الذي ننشده لا التغيير الذي ينشدونه والذي يتحول تبديلاً !!
ولن تجدوا لسنة الله تحويلا ..

لكــزة ...
تُعد وسائل الإعلام وخاصة القنوات الفضائية أحد أهم الأدوات الأساسية في الحرب القائمة وتحقيق كل طرف لأغراضه بغية تمرير سياساته والترويج لها وصولاً لغاياته المنشودة ، على أن المتابع للقنوات الفضائية اليمنية الشمالية والجنوبية على حد سواء يكتشف أنها ليست سوى دكاكين للتكسّب والإغواء ، ولا نجد واحدة منها للتنوير ، فلا فرق بين قناة لكل اليمنيين/ الدحابيش ، أو لكل الجنوبيين/ الحراكيش سوى في الإسم ، وأما من حيث المؤدى والنتيجة فكلها تصب في خانة التغيير نحو الأسوأ ، وليس ثمة أسوأ من النظام الماثل الذي أعاد إنتاج نفسه بجدارة !!!.