الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٣٢ مساءً

بين حلم القدوم والعودة الى الماضي

فتح العامري
الاثنين ، ٠٨ ابريل ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
لقد كان الأمس ، رحلة عميقة في ذكريات الرحيل الهائجة ، وقت ان كنا نحلم بصعود السماء ونلقي التحية على من هم أسفلنا في موطننا الذي غادرناه، وكانت اخر نقطة هي ان نعيد ترتيب الأوضاع لمن هم أسفلنا في الكوكب الأرضي، كي يعيشوا أنقياء ، مُتحمسين للأرض والإنسانْ.

لقد جهلوا كثيراً ، ولايزالون حينما اعتقدوا انهم مُلاك الحقيقة وغيرهم صادفه الحظ ، حينما أنتج قطاراً خادماً لهذه الحياة ، ووقت ان احتكموا الى النصوص غرقوا في صراعات التوافه التي تتجنبها الحيوانات ناهيك عن الإنسان الذي يُفكر ..

في ذلك المجتمع المُنكسر ، لك ان تحلم أن تُقابل إنساناً ، يفكر ، يعقل ، ينتقد بقسوة كل العاهات الثقافية والفكرية التي غُرست في ذلك المجتمع ولك ان تقوم من منامك يقضاً فازعاً وانت تحلم بقارورة ماء صافية ، من خلالها تنتقل الى ادميتك الطبيعية ..

في تلك البلاد يتراقص المرض والجنون وكل أساليب الشعوذة ، لكنها في نظري ليست هي المشكلة التي نعانيها بقدر المشكلة التي تتعلق بعدم الاعتراف بالأخطاء والكوراث ، خاصة وبعد ان استفحلت ، فقد اختفت الاسئلة منذ زمن بعيد وتكممّت أفواه الناسْ.

في تلك البلاد، تغيب العقول ويظهر الثوب الزاهي مُختالاً على أجساد الفقراء والمعدمين، فهناك طبيعة قاسية وهناك ألم كبير وسيفٌ يقطع رؤس الناس في كل لحظة وحين ، فقد ولد الانسان على فطرة التقاسم بين اللصوص وعصابات القهر الأبدية ..

حسناً ، ستراهم هناك يحملون الاختلاق ويرفعون شعار التفرقة ، بين البشر وعلى كل المستويات يفشلون في مخاطبة شاب مبدع ، ومحاكاة ابداعاته وجمال روحه ، التي يحلم بها خاصة وقبل أن يتدنس ملبسه في وحل الهزيمة التي فرضها عليه مُجتمعه ..

كل هذا ياعزيزي ، لأنهم يقرؤون الواقع بلغة الماضي ، فعقولهم اعاروها للأخرون من تحت التراب وساروا يهيمون في الانتحار على المجهول، وفوق عظم هذه المشكلات، استقاموا اعجواجاً لكل مشروع يلبي طموحات الأفراد ، فعن أي مستقبل وعن أي حاضر نتكلم وننشد ، وفي أي خانة من التاريخ سنكون؟!!