السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٤٢ صباحاً

نكبة التوجيه.

لمياء نصر العطاب
الاربعاء ، ٠٦ مارس ٢٠١٣ الساعة ١١:٥٩ مساءً

كان احد الصحفيين والذي اقول فيه اللهم لاشماتة فوضعه الصحي والنفسي صعب جدا .قد كتب مقال بعنوان "ثورة التوجيه" عقب ذلك الانقلاب الذي حدث من قبل الرامين الى اهداف ومصالح شخصية في دائرة التوجيه المعنوي المعروفة لدى الجميع بأنها كانت قلعة اعلامية شامخة ,وقد تناول زميلنا مفرقعات خبرية عن ما وصفها بالمجاعة والجوع داخل اسوارها . في الحقيقة وقتها لم اكن استطيع الرد لالشيء ولكن لما كان يعج في نفوس موظفيها من امال مستقبلية معتقدين بأنهم بالفعل سيصبحون ملوك متجاهلين الحكمة القائلة "لايأتي الزمان بالافضل" , ولو كان هذا الصحفي يمتلك شيء من قداسة المهنة لتحدث بدلا عني وعن ما اود في البداية من عزاء للنفس لما حدث ويحدث في ادراج هذه الراية التي كانت ترفرف دوما في سماء الاعلام اليمني بل ان صيتها في تلك الحقبة وصل الى ارجاء عدة من الوطن العربي , ولعل كافة العاملين فيها يعوا جيدا معنى الحديث ..كان زميلنا قد تحدث وبشكل انحيازي للغاية حيث ذكر جوانب طفيفة متحاشيا ما هو الاهم .توغل في لقمة العيش التي كان يحصل عليها بشكل ايسر مما بات ومعه بقيت الموظفين لقطع شوط كبير للحصول على نصف ما كا نوا يحصلون عليه . بمعنى ادق غاب الضمير في حديثه عن المستوى الراقي للخطاب الاعلامي الذي اصبح هشا للغاية في الوقت الراهن بالاضافة الى العديد من المزايا المدركة لدى الجميع عن هذه الدائرة حيث كانت تسير وفق معيار "البقاء للابداع" فهل له ان يخبرنا لمن اصبح البقاء اليوم والتميز المرتدي للباس الشللية والمصالح الشخصية دون اهتمام بأحد حتى وان كان على حساب العمل نفسه .هل له ان يتحدث وبكل شفافية عن حال الاجهزة والمعدات الموجودة فيها بأحدث المستويات التي كدح وحافظ عليها المدير السابق سنوات من عمره ,واذا كان لايفقه شيء لما تنتهجه سياسة القيادة الجديدة فيها من أقصا وتهميش للاقلام والعقول الابداعية فليشرح لنا فقط عن حالته شخصيا واين كان في السابق وكيف اصبح اليوم !!!وهو بذلك سيعري للكثير من الحقائق المتحولة لغيض يكتمه جميع موظفيها داخلهم عقاب لما اقترفوه في حق من بنا هذه الدائرة طوبة طوبه حتى وصلت الى مستوى كانت تحسد عليه , ولكن في الحقيقة ما يدور في دهاليزها لايقبله لاالعقل ولا المنطق ..ظلم تجاوز حدوده صلابة الصخور . فهل تتخيلوا بأن العاملين فيها لايحصلون على أي نوع من المزايا الموجودة في وسائل الاعلام الاخرى !!يعملون طوال الشهر برواتبهم وعلاوة لاتتجاوز العشرة الف ريال . يعمل الصحفي بصحيفه 26سبتمبر بجهد متواصل في جمع مواده طوال الشهر دون حصوله على المحفزات الاساسية مثل بدل انتاج فكري وبدل سفر داخلي بعيد عن بقية الحوافز التي يحصل عليها زميله في صحيفه اخرى ..اما العاملين في الموقع الاخباري "سبتمبرنت"والبرامج الاذاعية والتلفزيونية فحدث ولاحرج معاناة من الساس الى الراس .اعمال ابداعية وجهود فكرية وجسمانية تنجز وتحصد دون اعارة أي اهتمام لمن يقف خلفها . ما الذي يمكن مواجهته كنتاج لهذا العبث المتنصل عن الضمير الانساني والوطني الذي تتمتع به قيادة هذه المؤسسة الاعلامية سوى هبوط وتدني صارخ لما كانت تحلق فيه من ابداع يعانق الشهب في عنان سماء الاعلام.....!!!