الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٤٥ مساءً

بحثا عن أسباب للعنف في حضرموت

د .مسعود عمشوش
الاثنين ، ٠٤ مارس ٢٠١٣ الساعة ٠٩:١٤ صباحاً

لو عدنا إلى ما كتب عن الحضارم الذين يعيش معظمهم في الخارج سيتبين أنهم يميلون في الغالب إلى السكينة والسلام ونبذ العنف، ومحاولة حل خلافاتهم بينهم البين ومع الغير بالتي هي أحسن. ومن السهل أن نبين أن معظم أعمال وهزات العنف والتأميم والقتل والسحل الانتفاضة (وكذلك الأفكار المتطرفة التي مهدت لها) والتي نـُفِّذت في حضرموت تمّ ترتيبها خارج حضرموت وتمت بقيادة عناصر وجمهور مصفق من خارجها.
ولهذا أرى نفسي مضطرا للبحث عن تفسير مقنع لما حصل أخيرا
من كشافة (والكشافة هي العنف) في بعض مدن حضرموت. وقد كرر علي كثير من الزملاء قائلين: "أغلب المبسطين وأصحاب المحلات عندنا هم رجال أمن يتم استدعاؤهم واستنفارهم في أي لحظة". طبعا لا أستطيع أن أثبت مثل هذه الاطروحات أو نفيها كليا. لكنها ذكرتني بما كتبه الرحالة الألماني هانز هيلفريتس الذي يقول في كتابه اليمن من الباب الخلفي إن جنود الإمام ينفقون كل مرتبهم الضئيل في شراء القات الذي يتعطشون إليه. أما حاجياتهم الأخرى فكانوا يتدبرونها بطرق أخرى.
ومن ناحية ثانية كثيرة هي الشائعات التي تردد أن معظم الذين يتم توظيفهم من قبل شركات النفط التي تنقب حول مدن حضرموت من المحافظات الشمالية الذين تم تمكينهم من استخراج بطاقات هوية تؤكد أنهم من أبناء حضرموت بما أن الشركات ملزمة بتوظيف نسبة معينة من أبناء المنطقة. وإن صح مثل هذا الإجراء أرى أنه كفيل بتغيير السلوك الهادئ لعدد من العاطلين الحضارم لاسيما في مدن مثل تريم والشحر وسيؤن حيث لا تزيد نسبة العاملين في القطاع العام عن 2 او 3% من القادرين على العمل. ومن الأشياء المثيرة للقلق حقا الطريقة التي سلكتها وزارة العمل والخدمة المدنية أولا في توزيع العدد المحدود من الوظائف خلال عام 2012 على محافظات الجمهورية، ثم الطريقة التي سلكتها في توزيع حصة كل محافظة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الوزارة اضطرت إلى توقيف إجراءات التوظيف للذين بدأت بتوظيفهم في محافظة عدن لاستنكار أبناء المحافظة.