الخميس ، ٢٥ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٣ مساءً

مجلس الامن هل تسمع النداء ؟!!!!!

د . أبو نورالدين اليهري اليافعي
الثلاثاء ، ٢٩ يناير ٢٠١٣ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
البعد عن الواقع والانفصال الروحي والنفسي عنه امر لايستسيغه العقلاء ؛ العقلاء الذين يدركون ان حل اي مشكلة وتجاوز اي معضلة لايكون الا بمواجهة الحقيقة كما هي دون تجاهل لاي جزئية منها ...

من تلكم القضايا التي طال امدها ويتم تجاهلها والترويج اعلاميا بطريقة مخالفة لما هو موجود على ارض الواقع تماما ...

تلكم القضية هي القضية الجنوبية ... قضية لم تأخذ حقها على كافة الاصعدة والاطر ...

فلا الاعلام تعامل معها بمهنية لكي تصل الرسالة الى الجهات المعنية بالتعاطي مع هكذا قضايا .. ولا الجهات الرسمية بالدولة وقفت وقفة جادة تجاه قضية هي من صنعها بامتياز ..

فالقضية الجنوبية لم تكن موجودة حتى تفشى الظلم وبلغ الجور مبلغا لايطاق ولا يمكن القبول به ...

قضية الجنوب ليست قضية افراد كما يعتقد البعض او كما يصوره بعض الاطراف وليست قضية خيانة للوطن ورغبة في تمزيقه ...

قضية الجنوب قضية مئات الالاف من الاسر التي حرمت من مصدر عيشها طيلة اكثر من 15 عاما يوم ان تم تسريح الموظفين الجنوبيين ممن وظائفهم وتم اقصاء كل الكوادر الجنوبية وتم احالة البعض الى التقاعد الاجباري وكما يقولون مكرها اخاك لا بطل ...

قضية الجنوب لم يكن لها ان تلقى هذا الصدى لولا تجاهل النظام السابق واستفزازه لابناء الجنوب ...

لو تعدي النظام السابق على ابناء الجنوب لما وصل الحال الى مانراه اليوم من دعوات بالرجوع الى ماقبل عام 1990م...

تم تجاهل كل الاصوات التي تنادي بهذه القضية والتي بدأت في جمعية ردفان وكانت بدايتها مطالب حقوقية للمتقاعدين الذين سرحوا من وظائفهم بلا مبرر وبلا حقوق ....

تجمع اؤلئك الضباط وتنادو لمطالبة الدولة بمنحهم حقوقهم كاملة غير منقوصة بصفتهم ابناء هذا الوطن الواحد ولم يكن حينها صوت الانفصال حاضرا ... الحكومة كانت اذن من طين واذن من عجين بل فوق ذلك بكل عنجهية اغلقت الجمعية ...

وبعدها تطور الامر الى استخدام العنف والذي مازالت اثاره شاهدة على تعنت الدولة وعنجهيتها حتى يومنا هذا وبامكان المسافر الذي يمر في الحبيلين عاصمة مديرية ردفا ن ان يرى اثار القصف الذي طال المنازل السكنية ...

كل هذه المرحلة قد انتهت وطويت بكل مافيها من حلو ومر ..

اليوم ملايين من بناء الجنوب تخرج معلنة قضيتها وبقوة ويحق لنا ان نشكر الدولة الحالية على تعاملها الراقي والذي انعكس بشكل ايجابي على ارض الواقع ؛ حيث اننا راينا حشودا جماهيرية لم نعهدها من قبل وبمقابل ذلك لم نرى ولم نسمع عن صدامات مسلحة ولا قتلى ولا دماء ... فشكرا رئيس الجمهورية وشكرا حكومة الوفاق ..

لكن هذا لايكفي بل على الدولةالان التعاطي بايجابية وعلى المجتمع الدولي الذي طال هجرانة لهذه القضية رغم اهميتها وحساسيتها وتاثيرها على المشهد السياسي اليمني ...

فمجلس الامن لابد ان يكون له دورا في انها القضية الجنوبية ومعالجة كل صغيرة وكبيرة تحملها القضية الجنوبية في طياتها فلاداعي لغض الطرف والتجاهل الغير مبرر من قبل الجهات المعنية ...

فياترى عندما احتشدت تلك الجماهير الهادرة والمتوافدة من كل ارجاء الجنوب هل سمع مجلس الامن النداء ؟!!!