الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٤٣ صباحاً

الولاية العامة ومغالطات الحوثي

عبدالعزيز الصلاحي
الأحد ، ١١ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٤٠ صباحاً
ما كنا نسمعه من الساده الحوثيين قبل قيام الثورة الشبابية الشعبية السلمية كان يسرنا كثيراٌ وذلك في مقولتهم بان علي عبدالله صالح غير مؤهل للقيادة ,وانه لم ينطبق عليه أي شرط من شروط الولاية , وذلك بان لديهم قائمة عريضة وطويلة مليئة بشروط الوالي , وهذا شئ جيد وممتاز , ولكن هناك بعض الشروط غير صالحة لأنها في الأصل مفصلة على مقاس فصيل واحد من الناس , وتحرم الآخرين من تولي القيادة ولو كانوا يتمتعون بكل صفات وشروط الولاية .

خلال متابعتي لخطاب السيد الحوثي الأخير , فهو أقل مايكون مغردا خارج السرب , ويضع الادلة في غير موضعها ويفسر بعض الآيات وفقا لرؤيته ومزاجة , وقد ذكر الرجل الكثير من الآيات حول الولاية ولمن تكون , ولكنه للأسف كان يغفل عن تفسيرها ومعانيها الحقيقة ويختزلها في شخص الأمام علي كرم الله وجهه , نحن هنا لسنا بصدد الكلام عن علي بن ابي طالب أو الانتقاص منه فمنزلته في قلوبنا كبيره وحبه اكبر وله مكانه عظيمة في نفوس كل المؤمنين , ولكننا نرفض المغالاه فيه أو في غيره فالإفراط في المغالاه يأتي بنتائج عكسية , حتى فرضيا ولو كانت الآايات تتحدث عن علي بن أبي طالب , فالسؤال الوجيه لهذه الفقره إذا من يمثله اليوم هل هو عبدالملك الحوثي أم من ؟ , هل كل صفات علي بن ابي طالب انتقلت الى السيد عبدالملك الحوثي أو إلى غيره ممن يفرطون في الحديث عن علي وولايته , والذين يدعون أنهم اهل الله وخاصته , أعتقد ان لا احد منهم يزعم ان صفات علي بن أبي طالب قد أنتقلت اليه , إذا فكيف يعطي لنفسه الحق بأنه الوريث الشرعي لولاية علي بن أبي طالب ,,,,,,,,,,,,,,, هذه هي المغالطة الأولى .

الامر الأخر هنالك الكثير من الآيات الكريمة التي تتحدث عن ولاية المؤمن لمن تكون , وهي واضحة جلية في قوله تعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) وهذه الآية تغنينا عن سرد الآيات الأخرى فهي واضحة جلية لا لبس فيها فالولاية تكون لله ثم لرسوله ثم لعامة المؤمنين , وللتأكيد على ذلك تلتها آية بنفس المعنى ( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) فالآيات الكريمة واضحة وضوح الشمس لا لبس فيها ولا غموض وليست مخصصة لشخص معين ولا لفئة معينة ولا لجنس معين ومن يقول بغير ذلك فقد افترى على الله مالم يقل وجير الآية لمعنى , فمن أين اتوا بأن المقصود بهذه الآية هو علي بن أبي طالب ,,,,,,,,,,,,,,,,,,, وهذه هي المغالطة الثانية .

كنا قبل فتره نتعاطف مع دولة إيران الشيعية , باعتبار أنها دولة اسلامية , وتنادي بالحرية والعدالة , وتتهم الغرب بالظلم والكبرياء والغطرسة ,, إلا اننا رأينا عكس ذلك في الفترة الأخيرة وذلك بوقوفها الى جانب نظام الأسد , ولا ندري ماهو مبررها لذلك فياترى هل نظام الأسد الذي يدمر المساكن على رؤس ساكنيها , ويقتل النفس التي حرم الله , وينتهك الحرمات , ويبيح كل ماحرم الله من خمور ودعارة وعري وغير ذلك مماعهدنا طوال فترة حكمة , هل هذا النظام هو من أولياء الله , وهل هو ممن يقيمون الصلاه ويؤتون الزكاه حتى نوالية ونناصره , وكذلك الأخوه الحوثيين في اليمن , فموقفهم هو موقف مشابه لإيران , هل الظلم محرم في اليمن ويجوز في بلاد الشام , وهل تطالبون بالحق والعدل في اليمن وتحرمونه على بلاد الشام , هل الحكومة اليمنية الحالية ظالمة , ونظام بشار الأسد عادلا , هل يجوز قتل الجيش والأمن والمواطنين في اليمن ومحرم قتال القتلة والمجرمين والشبيحة في بلاد الشام , هل نظام الأسد هو من الورثة الشرعيين لعلي بن ابي طالب كرم الله وجهه ؟ أجيبونا ,,,,,,,,,, وهذه هي المغالطة الثالثة .

كذلك هناك شروط اساسية وضرورية لمن يتولى الأمر العام للأمة , واكثر المتشددين في هذا الأمر هم الشيعة , فمن الشروط الأساسية والمهمة عندهم ان يكون هاشميا عالما مجتهدا ذا خلق ومروءة وأمانة عادلا في أقواله وأفعاله , وهذه الشروط كانت تصلح لماقبل الدولة , فنحن اليوم في القرن الواحد والعشرين وتغيركل شي في الحياه واصبح العالم قرية واحدة , ولذا يجب ان تتوافر شروط كثيرة لمن يتولى الأمر العام للأمة , فبالإضافة الى الشروط السابقة للولاية العامة , وكذلك يجب ان يكون لدية الخلفية الكافية عن الأمور السياسية والإقتصادية والعسكرية وكل مايتعلق بمتطلبات العصر وأن يكون على دراية بكافة توجهات من يحكمهم وخلفياتهم المذهبية والفكرية والسياسية والأيدلوجية وان يتعامل مع الجميع على مسافة واحدة , فزمن فرض فكر معين او مذهب معين أو حزب شمولي ولى وإلى غير رجعة . وهذا بكل تأكيد مالا يتوفر في السيد عبدالملك الحوثي أو ابو علي الحاكم او غيرهم من قيادات الحوثي الذي نصبوا انفسهم قيادات واقعية لهذه الجماعة ,فخلفيتهم العلمية لا تعدو كونه تلقى تحصيله العلمي في مدرسة السيد بدر الدين الحوثي وقرأ بعض الكتب المتعلقة بسيدنا علي رضي الله عنه وارضاه ,,,,,,,,,, وهذه المغالطة الرابعة

ندعوا الجميع الى التعقل ونبذ التطرف والعمل على جمع الشمل ووحدة الصف , فالوطن يحتاج الى نبذ الخلافات جانبا , الوطن يحتاج الى البناء وليس الى خطب ومحاضرات , لنجتمع فيما نتفق عليه وليعذر بعضنا بعضا في ما اختلفنا فيه فالإختلاف سنه كونية , الوطن لا يحتاج الى تنضير عن الولاية وغيرها , الوطن يحتاج من يخدمه ويرعى مصالحة لا من يتعالى عليه ويغمطه , المقصد الشرعي من الولاية هي خدمة الناس واقامة الحق والعدل ورعاية مصالح الأمة , وليست تلك الصفة في قبيلة اوصنف من الناس واتما يجب ان توضع كمنهج وقانون يسير عليه الناس ويطبق على الجميع دون استثناء , كلكم لآدم وآدم من تراب لا فرق بين عربي ولا أعجمي , ولا فرق بين ابيض و اسود إلا بالتقوى ...