الثلاثاء ، ٢٣ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٩ مساءً

لو أتتني بنت كرمان لصافحتها

مجاهد أحمد العفيف
الجمعة ، ١٢ اكتوبر ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
انتشر في الآونة الأخيرة صورة للناشطة اليمنية توكل كرمان والتي تظهر فيها وهي تصافح ( بان كي مون ) إبان نيلها جائزة نوبل للسلام.

والحقيقة أن الأمر أخذ منحى غير ما يراد منه , واستعدى إلى أن أُعطي أكبر من حجمه , فمن هذا المنطلق أنادي شباب الأمة ... الهوينا الهوينا على رسلكم فإنها بنت اليمن ...
والرفق ما كان في شيئ إلا زانه .. فلماذا إلتفتم للمصافحة ولم تلتفتو إلى قول الله تعالى : ( وقرن في بيوتكن ) وقوله صلى الله عليه وسلم :( لا يفلح قو ولو أمرهم امرأة ( فهل المصافحة لديكم هي الفاصلة البين الحق والباطل , أم أنها أحد نواقض الإسلام , أم أن المصافحة أكبر من قضية (وقرن في بيوتكن ) .

شرعنا الحنيف واضح المعالم راسخ القواعد معلوم الثوابت .
فتحسسو العالي من الأمور دون أدناها , واحرصوا على الإصلاح لا الإفساد , واطلبوا التأليف لا التفريق ,,

وقد رأيت أنه انطلق الخائضون في ذلك من وجهات متعدد وكل له مغزاه :

• فمنهم من انتحى فيه منحى الشرع والدين , فقرر رأيه بما للمرأة وما عليها في الشريعة , وحكم على ماعندها من ملاحظات ومخالفات انطلاقا من حكم الشارع عليها في هذا الأمر.

• ومنهم من جعلها مجددة العصر وبطلة ومفكرة وناشطة حقوقية والمجدده والفاتحة و.. و ..

فأصحاب المنهج الأول حكموا على كل مواقفها بالتأصيل الشرعي المبين بالكتاب والسنة دون تضخيم أو تقزيم للحقائق.
وأما القسم الثاني فرأوا أن هذا الامر اعتيادي , ولا بد منه محاكاة للواقع , ومن ضروريات العصر فالغاية تبرر الوسيلة.
فهي بهذه الموقف تسيء الى من زكاها وأنها توكل بنظر ... أصحاب المنهج الأول...

• وهناك فريق آخر وهم الأهم , هم من نصب نفسه جمرة يكتوي بها العباد , فلا تراه إلا مسعر حرب وقائد فتنة ( والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ) يترصد الزلات , وينشر العثرات , يستغل هذه الموقف للتشويه وإشفاء الصدور , يحرض جهة على أخرى , ليس من منطلق شرعي , وإنما لمحاكات سياسة لا صلة لها بالغيرة ولا الشريعة.

( ولكنها لعبة السياسة القذرة كما تسمى ).
ألا فليكن نهج الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم دستورا لنا , فما هكذا ياسعد تورد الإبل أين نحن من قوله ( لا تعينو الشيطان على أخيكم ) .

أنا لا أدافع عن بنت كرمان ولا أجيز لها أو لغيرها المصافحة فهي محظورة شرعاً ... لكن الناس منطلقين في هذه النظرة وهذا الموقف من عدة اتجاهات وكل شخص يوظف هذا الموقف بما يرنو إليه من هدف ويخدم فكرته ... فكان يجب عليها الاعتزاز بالدين والقيم الإسلامية أمام أهل غير هذه الملة .

ولكن يلزم من الجميع أن يعرف من يخاطب فلن تمثل بنت كرمان الدين الإسلامي فالدين حجة عليها وليست حجة عليه ... ومع ذلك لا تعدم من خير ولن تخلو من عيب ..

ومع هذا ديننا الإسلامي أتى بالرحمة وليس بالقطيعة , والنصح بالتي هي أحسن , وعدم نفي المكارم من شخص مسلم ونكران الخيرية منه.. فلندع صغائر الأمور في هذا الظرف ونعطي لاهتماماتنا الأولوية نوعاً ما ...

كما أنني أأخذ بيد توكل كرمان لأن تكن بنت الإسلام المشرقة , وجه اليمن المتألق , بنت الحضارة والمجد , بنت الأصالة والتاريخ , ولا يغرنها ماهي فيه للتنازل عن مبادئها , أو الاستهانة بأخلاقها , ولتوصل رسالة يسمعها العالم أجمع , عن بنت اليمن وقبلها بنت الإسلام , بأبلغ صورة مشرقة تفاخر بها الأمجاد.