الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:١٤ صباحاً

الحصانة مقابل ماذا ؟؟؟

ريما الشامي
الثلاثاء ، ٢٤ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
الحصانة التي منحت لعلي صالح وعائلته مخالفة لكافة الشرائع السماوية والقوانين الانسانية ، واقرار قانون الحصانة لمجرمين وقتلة يعد سابقة خطيرة في تأريخ البشرية لأنه تشريع للجريمة والقتل والفساد وتشجيع للطغاة و المستبدين ليعيثوا قتلا وفسادا وعبثا في شعوبهم ثم في نهاية المطاف يتمتعون بالحصانة

،،،، ومع ذلك كان يجب على الأقل أن يكون هناك ثمنا للحصانة الممنوحة لعلي صالح وعائلته مقابل مغادرة السلطة أما أن تمنح لهم الحصانة كهدية مجانية ليظل أحمد ويحي وطارق وعمار في مناصبهم العسكرية والأمنية قهذا أقسى درجات الاحتقار للشعب اليمني والاستخفاف بكرامته الانسانية

وهنا نسأل مقابل ماذا منحت الحصانة لعلي صالح وأفراد عائلته وأقاربه وأركان نظامه المتورطين بالقتل والفساد ؟

هل منحت الحصانة لعلي صالح وعائلته ليستمر أولاده وأبناء أخيه أحمد ويحي وطارق وعمار ممسكين بالسلطة وفي مواقعهم القيادية في الحرس الجمهوري والأمن المركزي والامن القومي والقوات الخاصة؟

هل منحت الحصانة لعلي صالح ليستخدمها جواز مرور للتجوال والسياحة والاستشفاء في الخارج ثم يعود للبلد ليمارس السلطة والعمل السياسي هذا في الوقت الذي يسيطر فيه أصلا أولاده وابناء اخيه وبقايا حكمه على مفاصل السلطة والحكم؟

هل منحت الحصانة لعلي صالح وعائلته كمكافأة لهم ليواصلوا اجرامهم بقوة القانون وحصانته وليستمروا قادة للحرس الجمهوري والأمن المركزي والأمن القومي وليظلوا ممسكين بقبضتهم العسكرية الحديدة على مصير هذا الشعب ؟

لا يجوز ان يتنازل الشعب اليمني عن تضحياته و يقبل بمنح الحصانة لعلي صالح وعائلته وبنفس الوقت يستمروا في حكم البلد وفرض مشروع التوريث

لا ينبغي ان يبلغ الاحتقار للشعب اليمني وازدراء انسانيته الى هذه الدرجة التي تمنح قتلته حصانة وبنفس الوقت تثبتهم في كراسي الحكم و سيطرتهم على مقدرات البلد ليواصلوا اجرامهم وفسادهم وعبثهم بوطننا وتحويله الى مزرعة عائلية محصنين بقوة القانون

لا يجوز أن تنتهي هذه الثورة السلمية وتضحيات الشعب اليمني وشبابه الى مجرد منح حصانة مجانية للحكم عائلي فاسد دمر البلد ومزقه وقاده للفشل والانهيار ثم تجيء هذه الحصانة لتهديهم مكافأة مجزية لتعزز سيطرتهم على مفاصل السلطة ليواصلوا العبث والفساد و الانتقام من الشعب اليمني والاجهاز على ثورته وارادته في الحرية والحياة الكريمة

ان الشرائع السماوية والأعراف البشرية تحترم حقوق الحيوان ولا تسمح ببقاء أدوات القتل والذبح أمام أعين الحيوانات وفي اليمن ذبح هذا الحكم العائلي الفاسد اليمنيين من الوريد الى الوريد طيلة 33 عاما وفي نهاية المطاف منحوه حصانة وضمانات بعدم المثول أمام المحاكمة عن جرائمه وفي نفس الوقت جاءت هذه الحصانة أيضا لثبتت أدوات القتل في مواقعها وتعزز تواجدها لتواصل حكم هذا الشعب الضحية للأبد فالى اين يقود هؤلاء وطننا ؟؟؟؟