الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٦ مساءً

الموقف من الخارطة

عدنان العديني
الأحد ، ٠٦ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ١٢:١١ صباحاً
لماذا يبذل اليمنيون أزكى الدماء وعصارة الرجال ، هل من أجل واقع سياسي يتقاسم فيه الزعماء حصص القرار العام، أم أننا نحارب من أجل أن يكون الأمر كله للشعب ؟.
الإجابة على هذا السؤال هو الذي سيحدد طبيعة الموقف المفترض من خارطة ابن الشيخ .
فان كان الكفاح المسلح قد اندلع من أجل القادة فعلينا أن نقبل بهذه الخارطة لأنها تشق الطريق أمام الزعماء ليتقدموا وفي المقابل تغلق الباب أمام الشعب الذي سيكون بلا دور .
الخارطة تضمن للقادة الحصول على المواقع العليا للدولة دون أن يضطروا الذهاب إلى الشعب للحصول على الشرعية ... فلا انتخابات ولا اقتراع عام يشترك فيه كل المواطنين ، بل هو اقتراع داخل الفريق الحاكم ، ومن داخل دائرة الزعماء سوف يظهر الحاكم وليس من داخل جمهور الشعب .

أما في حال كانت الغاية هي الثانية فلا قبول أبدا إلا لصيغ تكرس واقع سياسي يستطيع الشعب اختيار القادة وهذا غير متوفر في هذه الخريطة التي تكرس سلطة القادة وتزيح سلطة الشعب كليا .
فإذا كان اليمنيون يبذلون دمائهم لأجل الأمر الأول فعلينا أن نقبل بخارطة المبعوث الأممي ولد الشيخ أما إذا كان الكفاح الوطني من أجل إسقاط كل آلهة السياسة والأرباب الذي يفرضون إرادتهم من دون الشعب فان الرفض هو الرد الوحيد على هذه التسوية.