الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٣٥ مساءً

على كف عفريت أصبحت عدن

عصام علي القح
الثلاثاء ، ٠٨ مارس ٢٠١٦ الساعة ١٠:٣١ صباحاً
ما تشهده الساحة اليمنية من تطورات خطيرة واضطرابات سياسية وانخناقات إجتماعية وتقزمات أخلاقية وتأزمات اقتصادي واضمحلالات ثقافية .جعلت من المواطن اليمني لا سيما العدني إن صح التعبير يعيش في حالة خوف متلازم وذعر متواصل جعلته في حالة ضبابية متضاربة يغلب عليها الاشمئزاز من الواقع واللامبالاة من الماضي من أجل الاقتداء به فاقدين دليل المستقبل وما تخفيه لهم الأيام القادمة .الخوف والذعر كبل الجميع والكل يدعي الإمن والأمان .شوارع ثغر اليمن الباكي طغى عليها الصمت الممزوج بالحيرة المحتارة مما يحصل .

الجميع في حالة صدمة أصابت المواطن والعملية السياسية. جعلت الإعلام متخبطا لا يعرف كيف يتعامل مع واقع لم يعهده من قبل بل لم يفكر فيه جعل من الإعلاميين في حالة حرجة أثناء النقل ونشر الأحداث نتيجة لتسارعها المتناقضة كلا منهم ينفي ما دونه الآخر. ينقل الإعلاميون صباح كل يوم خبر يسر الجميع ويبكي الكل .بأن عدن تحررت من الانقلابيين ومليشياتهم وأصبحت في أحضان الدولة ما إن يأتي فاصل إعلاني لم يتجاوز الساعة إلا ويأتي خبر عاجل ينفي الخبر مؤكداً إن جزء من عدن تحت سيطرة القاعدة والجزء الآخر تتغلغل فيه داعش. على هذا المنوال وعلى ركب هذه الطريقة أكثر من 4 أشهر ونحن نشاهد ونسمع سيطرة وعدم سيطرة أمن وأمان وانفلات أمني تناقضات في آن واحد. حتى المثقفون وقفوا عاجزين واحتارت أقلامهم وتجمدت حبر الأقلام إنتظاراحتى تتوقف الاحداث من أجل الكتابة والبوح بالحقيقة .أيضاً المهتمون بالقضية اليمنية بشكل عام وفي عدن خاصة لم يتفقوا على رأي ولم يهدفوا إلى ما ينشده الجميع. كلا له هدف يسعى لتحقيقه من أجل الوصول إلى مصلحته.

عدن العاصمة المؤقتة عند البعض والدئمة عند الآخرين . لو نقلت مؤسسات الدولة جميعها والمطارات والبنوك إلى عدن لاصبحت في اهتمام الجميع محليا واقليميا أيضاً. لكان العالم كله يوقف الجميع من أجل رأي واحد وهدف واحد وإيقاف المهزلة الموجودة اليوم

.ما يجري في عدن ناتج عن تهاون كل الأطراف السياسية داخلياً وخارجياً من الملاحظ أن الجميع يهتف بالمصلحة والكل يطعن بخاصرتها. كما للمواطن العدني دورا كبيراً فيما يجري اليوم نتيجة لتذمرهم من الواقع وتكيفهم السريع مع من يحكمهم .نعم انهم شعب يتميز بالطيب والقلوب تملأوها الرقة كما حكى لي أحد أصدقائي في خريف 2010 قائلاً حين تصل عدن تحس انك في مدينة غير يمنية من حيث الجوء وحالة الناس فيها مضيفاً أنهم متمسكون بالوطنية أكثر من غيرهم
.لفت انتباهي سؤال قلت له ما هو نبض الشارع حول لإنفصال هناك ومعاملتهم مع الشماليين. ضحك ضحكة من تحمل دلالتين الأولى ضحكة سخرية من السؤال والأخرى مستنكرا .فحوى كلامه أنهم وحدويون أكثر من كونهم انفصاليين. ناهيك عن شذوذ ونشاز القلة منهم التي تهتف بالانفصال وتتذمر من الشماليين أتمنى أن ألتقي به مجدداً أنفي ما قاله .لقد تغير كل شي نتيجة لغسيل عقولهم .يؤيدون الأقوى متناقضين في الولاء والبراء
تأتي مليشيات الحوثي إلى عدن ترى الجميع يهتف بالصرخة بالصوت العالي .تصلهم أخبار أن داعش على وشك السيطرة لعدن ترى الإعلام السوداء ترفرف في أجواءها .يأتي وفد من المخلوع ترى الجميع يهتف بالروح بالدم نفديك يا زعيم. ويأتي قائد انفصالي تراهم كلا منهم يتشدق على الشماليين بالدحابشة المحتلين.وسرعة الانفصال تصل قوات التحالف على سواحل عدن الكل رافع اللافتات شكرا سلمان.

لم يؤيدوا طرف إلى نهاية المطاف وإنما متذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. التطبع السريع والتكيف مع الوضع له الأثر الأكبر فيما هو حاصل كل ما ذكر من انفلات أمني يتمتع فيه البعض ويعاني منه الكثيرون تطور الوضع من اعتقالات إلى اغتيالات في كل حي وفي كل وقت ليل وفي عز النهار. والكل يلقي التهمة إلى الآخر .والكل يبرؤن انفسهم من هذا الإجرام.

البعض يتهم الإمارات أن لها الدور الأكبر في دعم هذه الطرق من أجل التخلص من الإخوان. والبعض الآخر يتهم الحوثي والحوثي يتهم الإصلاح وداعش. والقاعدة تنفي عدم تبنيها طرق الاغتيالات.

السؤال المحتار من المستهدف في عدن وكل الأطراف السياسية متواجدة فيها والكل يستنكروا هذا الجرم. فمن القاتل ومن المستهدف . استهداف ضباط وسياسيين ومن الجهات الأمنية للمحافظة . قد نقول كلا له هدفه السياسي لكي يثبت نفسه. أو من أجل يلفت الانتباه للآخرين أن عدن كانت أمنة مطمئنة أثناء حكمه.

لكن من المستهدف في جريمة دار المسنين الذين لا حول لهم ولا قوة غلب عليهم العمر في أرذله لا ينتموا إلى طائفة فمن القاتل . علامات استفهام تلحقها علامات تعجب فيما يحصل في عدن .أهي لعبة الكبار التي تعلمها واتقنها المخلوع فترة حكمه ؟لماذا لم يكن شلال شائع هو من يقوم بدور البطل المقنع في عدن من أجل إكمال اللعبة لعلي صالح ؟ كل شي جائز ومحتمل.
السؤال الذي لم نستطع الجواب عنه
ماذا بعد يا عدن ؟