الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٩ مساءً

تعز التي أذلتهم

عبد الله الصنوي
الاثنين ، ٠٩ نوفمبر ٢٠١٥ الساعة ١١:٢٧ صباحاً
كانت تعز ولا زالت بوابة اليمن الحديث، إذا أردت أن ترى اليمن الذي ينشده الجميع ستجده في تعز، في حاراتها وقراها، في أزقتها وجبالها، في شوارعها وهضابها، في حضرها وباديتها. ولهذا نرى اليوم كيف يفرغ المخلوع ومليشيات الحوثي حقدهم عليها، فبالنسبة للمخلوع هو ينتقم من المدينة التي أسقطته ورفضته، حيث لعبت تعز دورا مفصليا إبّان ثورة 11 فبراير، بل تعدى دورها إلى تصدير الثورة إلى باقي محافظات اليمن، فلا تجد مدينة في اليمن إلا وأبناء تعز موجودون فيها، وضمن التركيبة الرافضة لنظام المخلوع، وأما المعتوه الآخر (الحوثي) فمشروعه قائم على أحقيته بالحكم والسيطرة، أي أنه يحارب كل ما له صلة بدولة مدنية ديمقراطية، وهذا ما لا تقبل تعز مجرد التفكير فيها. لذا هما اليوم يصبون جام غضبهم على تعز التي أفشلت مشروعهم ووأدته في مهده .
الحرب الجارية اليوم سياسية بامتياز، وإن حاول الحوثيون جعلها طائفية بالتعبئة الطائفية والمناطقية في أماكن وجودهم، حيث نجحت هذه الفكرة إلى حد ما في بعض الأماكن، وفشلت في أماكن كثيرة منها تعز.
يعرف الحوثيون جيدا أن تعز لا تخدع بشعارات سلالية طائفية، وأبناؤها يذكرون الانقلاب الذي قاده الثلايا على الإمام أحمد في مدينة تعز عام 1955، حيث ألقي القبض على الإمام وزمرته، وعلى الرغم من فشل الانقلاب إلا أنه مهد لثورة 62 التي أطاحت بالمملكة المتوكلية، وأزاحت عن كاهل اليمنيين عهود التخلف والاستبداد .
لا أسف على قتلى الحوثيين الذين خرجوا من كهوف الجبال يطالبون بحقهم الذي سلب قبل 1400 عاماً كما يدعون. ولكن، ثمة أسف على الأسر الهاشمية المساندة للحوثيين من دون أن تجني سوى المآتم، فلا تلوموا تعز التي حاصرتموها حتى عن حبة العلاج، إن أعادت إليكم أشلاء مراهقيكم الذين دفعتم بهم من كل حدب وصوب، لكي تكبحوا جماح الثائرة تعز، فلم تتعلموا من دروس الأمس أن أصحاب العلم والشهادات ومختلف التخصصات والثقافة والفن والأدب هم من يقاومكم اليوم في تعز، كم ستقتلون وكم ستهدمون وكم ستحرقون؟
عبثاً تحاولون.

* العربي الجديد