السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠٤ مساءً

التغيير في اليمن دائرة لاتتوقف

نبيل الصوفي
الثلاثاء ، ٠٦ اكتوبر ٢٠١٥ الساعة ٠٥:١٦ مساءً
لم تصمد دولة ثورة 26 سبتمبر، الا من 62 الى 67، ففي نوفمبر قامت مايسميها اليسار، انقلابا، وسماه اليمين الجمهوري، حركة تصحيح مسار في نوفمبر 1967م.

الوحدة الجنوبية، انتهت مع اعلان قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، عبر ماسميت حركة اسقاط الامارات والمشيخات الجنوبية تتويجا لاستلام الجبهة القومية الحكم في نوفمبر 67..

ولم تصمد دولة الجبهة القومية، طويلا، فقد سقطت بعد ذلك بأقل من عامين..

فثورة 14اكتوبر، التي بدأت في 63 وتوجت بالانتصار في 67 انتهت في 22 يونيو 1969، وبنفس التوصيفات لكن مع عكسها، اليمين الجنوبي، اعتبر مافعله سالمين، انقلابا، واليسار اعتبره حركة تصحيح.

في 86 انهارت دولة الحزب الاشتراكي اليمني، وبدلا من أن يعود الجنوب، لمابقي من قواه التقليدية، التي كانت تعيش الاغتراب في دول الخليج، التي مولت حروبا بكل الاشكال ضد دولة الاشتراكي، قامت الوحدة اليمنية.

الوحدة، كانت جنوبا، هربا من سقوط الدولة بيد قواها التقليدية.. وشمالا، كان يوم 1990 على خلاف كل مايرى على السطح، هو ايقاف لتقدم ونمو وسيطرة الاخوان والقبيلة على الشمال.

وكانت حرب 94 هي هي الجزء الثاني، من ذات مشروع 1990، بعده بدأ انحدار الاخوان والقبيلة بشكل مناقض لكل ماهو في الظاهر.. وفي 1997 نجح ليبراليو المؤتمر، من فك آخر عقد الترابط بين الاخوان وبين السلطة، في الطريق الذي سماه الدكتور عبدالكريم الارياني "الاغلبية المريحة".

وخلافا لكل الامال، تحولت ثورة 2011 الى مجرد احتفال، بدفن تحالف الاخوان والقبيلة، وبعد سنتين فقط، اصبح كل رموز هذا التحالف مشردين في الافاق، كما كان حال المعارضات للانظمة العربية في السبعينيات.

لحظة.. باقي نقائض يمنية، شديدة السخرية..

خلافا لامال الايدلوجيين الدينيين "الحوثيون"، الذين ظنوا انفسهم سيرثون نفوذ اليدلوجيين الدينيين الاخرين "الاخوان".. فان ثورة 21سبتمبر، ليست سوى "قرع السلف" في ماكينة، استعادة القبيلة لدورها.

ستحتاج هذه العودة، الى شعار ضخم، يجعل عودتها انجازا، خلافا لكل الشكاوى من اعاقتها بناء الدولة وتحقيق التنمية في اليمن.. سيكون هذا الشعار هو "التحرير"..

سيكون دم الجندي الاماراتي والسعودي، هو الثمن الذي ستفتدي به القبيلة نفوذها..

هذا شمالا..

ماذا بشأن الجنوب؟

"الخطاب الديني"، هناك.. سيقرر الاحداث، جنوبا..

بقي، هناك فرصة وحيدة اسمها "الحراك الجنوبي".. ان اقام تحالفا مع السلفيين، وعالج، التناقض العميق، بين السلفية والصوفية، جنوبا..

مالم، فان "جيش عدن أبين"، وفقا لتوصيف الحديث النبوي، وليس جيش المحضار وعبدالنبي.. هو من سيحضر عبره اسم "الجنوب" في الجزيرة العربية والخليج بكله..

ايها السادة.. تحولات التاريخ والشعوب، ليست فرصا للادعياء لممارسة الفذلكة..

من صفحته على الفيس بوك