الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٤١ مساءً

عرفات دماج الشاب الذي "خُلق قائدًا"

أحمد البكاري
الخميس ، ٣٠ يوليو ٢٠١٥ الساعة ١١:٤٦ صباحاً
عرفته في العملية الأولى للجيش الوطني المسنود برجال المقاومة، لتحرير المدخل الرئيسي الغربي لمدينة تعز، وحدائق الصالح والتباب المطلة على جزء من المناطق هناك، بعدها انسحب الجيش للوراء، ليعودو من جديد، بعد عملية عسكرية، إنتهت بالسيطرة على تلك المناطق، وخسرت المليشيا الكثير من عناصرها. عملية كانت أكثر تكتيكًا وبأقل الخسائر..

لم أكن أعلم أن عرفات ذاك الشخص في ريعان شبابه، هو قائد تلك العملية المفاجئة، والغير متوقعة في سرعة تحقيقها، إلا من خلال قائد عسكري كبير تولى السيطرة على المدخل الغربي للمدينة، حينما ذهبت إلى هناك لعمل تقرير تلفزيوني لقناة يمن شباب، أردت الصعود لحدائق الصالح المطلة على جزء كبير من الجهة الغربية، قال لي ذلك القائد العسكري، هذا عرفات القائد بكله اطلع أنت وهو إذا مافيش قصف، تفاجأت كيف ينادي هذا القائد العسكري الكبير ذاك الشاب بالقائد..

وجدت الشجاعة والمغامرة والقيادة بوجهه المبتسم الأسمر وجسمه النحيل، إعتذر عن اصطحابي معه: خائف عليك يا أحمد في قناصة عادها هناك تتحصن داخل السجن المركزي والمنازل المجاورة وفي إحدى التباب. رغم أنه عاد ذاك الوقت من الحدائق نفسها..
عرفات، صعقت بخبر استشهادك، لم أصدق الخبر أصلا، لم أصدق استشهاد تلك الروح الشجاعة المغامرة المكتنزة في هيئتك.

وجدتك قبل أسبوع، دخلنا سويا إلى منطقة عُقَاقه، رغم القنص، المنطقة التي حررتها بقيادة روحك الشبابية الصامدة، المنطقة المطلة على السجن المركزي، بقيتُ هناك، بينما أنت ذهبت تتفقد الشباب في المتارس، وتبعث لهم بابتسامتك بشائر النصر..

لم يسمح لي عرفات بأخذ تصريح مصور له، لا يحب الظهور، يحب العمل الميداني بصمت دون الظهور.
نائب قائد الجبهة الغربية حدثنا كثيرًا عن عرفات، كان يقول هذا قائدنا، وهو يشير إلى عرفات، بينما عرفات يبتسم وهو محرجًا.

اتفقنا على اللقاء، لكن مغامرتك وشجاعتك اللامحدودة التي أصريت من خلالها،تقديم روحك مقابل التخلص من قناصة، تتحصن داخل منزل، وأعاقتكم من التقدم، في نهاية منطقة عُقاقه، حالت دون اللقاء مع روحك التي أحببتها، ووعدتنا بفك الحصار عن تعز بأقرب وقت، وتحرير المدينة بأي شكل من الأشكال، وستناظل حتى النصر أو الشهادة..

ستتحرر تعز، ويسيسلك الشباب على نهجك النضالي الوطني، وقد تعلموا منك الكثيييير والكثيير، حتما سيحققون أمنيتك وأمنية الكل، في تحرير تعز من المليشيات.

مخنوق لرحيلك ياعرفات، موجوع على فقدانك، أيها البطل القائد، يامن هزمت مليشيا وجيش دولة ودحرتهم بصمودك وعزيمتك وقيادتك الحكيمة، كما لو أنك صاحب خبرة عسكرية لعقود.

رحمك الله ياعرفات وأسكنك جنات الخلد، أيها العظيم..
وشفى كل جريح..