الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٠١ مساءً

"درب الخير" لمن يريد استقرارا لليمن

الوطن أونلاين السعودية
الثلاثاء ، ٢٨ يوليو ٢٠١٥ الساعة ٠٢:٠٠ مساءً
مشهدان في اليمن يشرحان الحقائق خلال الهدنة الثالثة التي بدأت مساء أول من أمس، أولهما: سفينة سعودية إغاثية عملاقة تصل إلى ميناء عدن أول أيام الهدنة محملة بآلاف الأطنان من المواد الغذائية والطبية، وثانيهما: خرق الانقلابيين الهدنة وقصفهم بعض المدن أمس.

فإما أن الحوثيين وأتباع المخلوع صالح لا يعرفون معنى الهدنة، أو أنهم بلغوا مرحلة من السذاجة يعتقدون فيها أنهم قادرون على تحقيق مكاسب خلال أيام الهدنة، فيما قوات التحالف العربي تقف متفرجة تاركة إياهم يفعلون ما يريدون.

واقع الحال يشير إلى أن الانقلابيين في اليمن مصرون على العبث بأمن الشعب اليمني، على الرغم من تحذير قيادة التحالف العربي لهم، وإعلانها أنها ستتصدى لأي أعمال أو تحركات عسكرية، ما يعني أن الهدنة أمر يزعجهم لأنها تقود إلى استقرار وإن كان مرحليا لأيام معدودة، وذلك لا يتماشى مع رغبة الفساد لديهم الممزوجة غالبا بإملاءات طهران بعدم التهدئة، كي لا ينعم أبناء اليمن بالراحة، وبالتالي يكونون ناقمين على الأوضاع، وهذا في اعتقاد الانقلابيين يجعل احتمال تقبل البعض وجودهم قائما، فيستفيدون بذلك من الهدنة.

الانقلابيون يعرفون تماما أن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة قادرة على سحقهم خلال أيام لو أرادت، لكنها لم تفعل لأنها تريد أن تحافظ على أرواح المدنيين الذين يتحصن الحوثيون وأعوان المخلوع بينهم، أما الانقلابيون فلا يكترثون لذلك، بل يزيدون أزمة المدنيين بقصف الأحياء والأماكن السكنية من غير وازع أو ضمير، إلا أن طموحاتهم ومساعيهم ستجهض، فسفينة "درب الخير" السعودية الكبيرة أنزلت حمولتها في ميناء عدن، لتقدم المساعدات إلى مديريات المنصورة والشيخ عثمان والبريقة ودار سعد وخور مكسر والمعلا.. وتتبعها قوافل وجسور ومساعدات عبر البر والبحر والجو ضمن برامج مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال والإنسانية.

باختصار، من يريد أن يفعل الخير لأبناء اليمن ويساعدهم في محنتهم، فالموقف السعودي نموذج حيّ أمامه، وها هي عدن المحررة وما حولها من أماكن بدأت تسترد عافيتها تدريجيا، والدور على اليمن كله بإذن الله.
أما الانقلابيون فلا مجال للتهاون معهم، فخرق الهدنة لا بد أن يكون حسابه عسيرا.. ونهايتهم ليست بعيدة.