الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٤ مساءً

عندما خيّب الإصلاح ظنونهم

عبد الملك شمسان
الأحد ، ٢٦ يوليو ٢٠١٥ الساعة ٠٤:١٧ مساءً
فقرة من بيان الحوثيين المزور باسم "الإصلاح" تصف تضحيات المقاومة بأنها "لإعلاء راية الدين والعقيدة الاسلامية بمذهبها السني والقضاء على الشيعة والزيود". هذا هو الخطاب الذي يريدونه من الإصلاح، ولما عجزوا كتبوه باسمه!!

لقد قتل عشرات الآلاف بالحروب التي خاضها الحوثيون في مواجهة الدولة بقيادة علي صالح (رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة)، وكان من تبريرهم لتلك الحروب أنهم يدافعون عن المذهب. ولا يعقل ولا يقبل أبدا أن يقولوا اليوم إنهم يخوضون حربهم الحالية باسم نفس المذهب، وبالتحالف مع نفس الرجل!!
لا تتوقف الآلة الإعلامية التابعة لصالح والحوثيين عن محاولات صبغ مواجهات اليوم في الوسط والجنوب بالصبغة الطائفية، في محاولة لحشد مناطق الشمال حولهم مذهبيا، وطمعاً في الحظوة بدعم أطراف خارجية يرونها تريد تقسيم اليمن طائفيا، وليستفزوا الطرف الآخر حتى يرفع ذات الشعار فيتمزق ويفقد عدالة قضيته ويضيّع الطابع الوطني الذي يمد مقاومته بالقدرة على الفعل ويحفظ لها الهدف.

يكذبون بهذا على أنفسهم وعلى أنصارهم والآخرين كما كانوا يكذبون بالأمس على أنفسهم وعلى أنصارهم والآخرين، فالحرب التي اندحرت بها جحافلهم من عدن، وما يزالون يخوضونها في تعز وشبوة والبيضاء ومأرب ولحج والجوف والضالع وحضرموت ليست إلا امتدادا لتلك الحروب التي خاضوها ضد قبائل صعدة وحرف سفيان أولا، ثم قبائل عمران وهمدان وأرحب وغيرها من قبائل صنعاء، وتمكنوا من السيطرة على هذه المناطق لامتلاكهم ذلك الحين أسباب القوة بأنواعها وأشكالها، ثم قبائل ذمار وإب والحديدة التي يواجهون منها مقاومة مختلفة، وإن في إطار محدود.. وكما كانت حربهم بتلك المناطق الشمالية من أجل السلطة والسيطرة ولا علاقة لها بالمذهب، فهكذا هي اليوم في مناطق الوسط والجنوب.

القضية وطنية بامتياز، والخلاف والتباين بين الناس أمر طبيعي طالما ظل العقل هو القائد والحاكم والمسيطر، وغير الطبيعي الذي يجني كل البلاء هو الخلاف الذي يتحول فيه عقل الإنسان إلى مقُود بالدوافع النفسية السلبية المدفونة بداخله، وخادم للأطماع المخبوءة فيه، وأداة لتحقيق إملاءات الشيطان عليه، ووسيلة لتنفيذ ما تضخه إليه النفس الأمارة بالسوء، فيغدو بهذه التبعية لتلك النوازع والدوافع المريضة والخبيثة كمثقف انتكس إلى طريق الارتزاق فراح يسخر علمه وثقافته لخدمة سلاطين الجهل والظلم والاستبداد!!