الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥٣ مساءً

هدنة اليمن ..فرصة الانقلابيين للخروج من المأزق!

الوطن أونلاين السعودية
السبت ، ١١ يوليو ٢٠١٥ الساعة ٠٧:٤٣ مساءً
تأتي الهدنة التي أعلنت المنظمة العامة للأمم المتحدة بدايتها مساء أمس لتؤكد على جدية المملكة وقوات التحالف العربي في عملية "إعادة الأمل" في اليمن.. فالشعب اليمني في حاجة ماسة اليوم للدعم والمساعدة كي يستعيد بعض توازنه الذي افتقده خلال المرحلة السابقة، فقد حاول الانقلابيون نشر الفوضى بقدر استطاعتهم، واحتلوا كثيرا من المدن وقصفوا الأحياء السكنية، وجعلوا الأمان حالة غير موجودة في مختلف أرجاء اليمن.

لذا يفترض ألا تكون الهدنة الإنسانية الجديدة كسابقتها التي خرقها الحوثيون وأتباع المخلوع صالح مرات عدة، بل هي هدنة للالتزام بها من أجل تحقيق أهدافها، وهي إيصال المعونات الإنسانية لجميع المناطق في اليمن، وكذلك البحث عن مخرج للأزمة التي يصر الانقلابيون على تعطيل حلولها بعدم تطبيقهم لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 بالانسحاب من المناطق التي احتلوها تمهيدا لعودة الحكومة الشرعية، ومن ثم السعي لترسيخ أساسات مرحلة الاستقرار المستقبلي.

الهدنة التي تقرر لها أن تستمر إلى نهاية شهر رمضان المبارك الجاري.. بعد أن وافقت عليها الحكومة اليمنية الشرعية وأبلغت قوات التحالف بذلك، يجب أن تكون تمهيدا لما بعدها، وأهم ما في ذلك التمهيد أن يلتزم الانقلابيون بالضمانات المطروحة كالإفراج عن السجناء والانسحاب من مناطق محددة وغير ذلك مما طرح لبدء الهدنة.. وليفكروا خلالها بأن ما فعلوه من عبث أدى إلى خراب اليمن، وأنهم مهما استمروا في غيهم فلن يصح في نهاية المطاف إلا الصحيح، ولا خيار أمامهم سوى الخضوع لصوت العقل والتوقف عن متابعة مسارهم الخاطئ، والعمل مع الجميع كي تعود الشرعية لليمن، فلا بديل عنها، وهو الأمر الذي توافق عليه الشعب اليمني والمجتمع الدولي.

لذلك فإن تحركات الانقلابيين غير المناسبة في الساعات التي سبقت موعد بدء الهدنة لا تبشر بوجود نية حسنة لديهم لجعل الهدنة مثالية، وإن كانوا يعدونها فرصة لإعادة الانتشار فقد أخطؤوا، لأن قوات التحالف ستكون لهم بالمرصاد، أما الفرصة التي تتاح اليوم فقد لا تتكرر غدا، ومن الأفضل لهم أن يخرجوا من المأزق بأقل الخسائر عبر استثمار الهدنة والدخول في حوار للإنقاذ مع باقي مكونات اليمن إن كانوا فعلا يريدون الخير لشعبه، وخلاف ذلك لن يكون في مصلحة الانقلابيين.