الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٤ مساءً

حوار اليمن: الأسس واضحة ولا جدوى للعبث

الوطن أونلاين السعودية
الأحد ، ١٤ يونيو ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٣٢ صباحاً
يأتي تأجيل محادثات السلام اليمني من اليوم إلى الغد طبقا للبيان الصادر عن المنظمة العامة للأمم المتحدة، في وقت لم تتراجع فيه ميليشيات الانقلابيين عن أفعالها على الأرض، رغم الخسائر الفادحة المتلاحقة التي تُمنى بها تباعا، ولن يكون آخرها كما تقول مصادر المقاومة الشعبية أول من أمس استسلام عشرات الحوثيين وأتباع المخلوع صالح مع أسلحتهم وعتادهم العسكري، وكذلك استكمال المقاومة سيطرتها على موقع الدِش، وتجريد المتمردين من أسلحتهم.

إلى ذلك، تحدثت قيادة قوات التحالف العربي أول من أمس عن مقتل ثلاثة عناصر من الحوثيين، حاولوا التسلل داخل أراضي المملكة من جهة ظهران الجنوب برصاص قناصة حرس الحدود، ومنع القوات السعودية مجموعة من عناصر الميليشيات الحوثية من تثبيت قواعد لإطلاق قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا على المحافظات الحدودية، ومحاصرتهم في المواقع التي تمركزوا فيها.

كل ما سبق يدعو الانقلابيين ـ لو فكروا بعقل ـ إلى التسليم بالأمر الواقع، وعدم التمادي في محاولاتهم الفاشلة للسيطرة على مناطق إضافية لامتلاك ورقة للضغط والتفاوض قبل المحادثات لأن ذلك لن يتحقق، وأما المحادثات في حد ذاتها فلا بد أن تبنى على أسس واضحة، منطلقة من بنود المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني ونتائج لقاء الرياض والقرار الأممي رقم 2216، لأنها تعني التوافق الوطني والخروج من الأزمة، وما عدا ذلك سيكون عبثا من قبل الانقلابيين لا جدوى منه.

وعليه، لا بد أن يلتزم الحوثيون وأنصار المخلوع صالح خلال محادثات جنيف بما جاء في القرار الأممي، والانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها، والعودة إلى الحوار العقلاني الذي يصب في مصلحة اليمن من غير الخضوع للإملاءات والخطط الخارجية التي لم تجلب لهم ولبلدهم سوى الخراب.

الحكومة الشرعية أكدت سابقا وما زالت تؤكد جديتها في إنقاذ اليمن، أما الحوثيون فجميع ممارساتهم وخروقاتهم للاتفاقات السابقة تؤكد أنهم غير مؤهلين للثقة، خصوصا بعد تحالفهم مع الرئيس المخلوع واعتقادهم بأنهم أصبحوا قوة لا تقهر، وعلى ضوء ذلك انطلقوا للسيطرة على صنعاء ومن ثم بقية المدن التي أتيحت لهم لسبب أو لآخر..
إلا أن عملية "عاصفة الحزم" بددت مشروعهم، ورغم ذلك لم يثوبوا إلى الرشد.. فهل يثوبون إليه في حوار جنيف الذي يبدأ غدا كما يفترض، لبدء مرحلة أولى في طريق الخلاص أم تبقى الأمور معلقة؟