الاربعاء ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٠٤ صباحاً

الصحفي الحماطي والقاضي الطويل والعقرب الخبيث

خالد الذبحاني
الاربعاء ، ١١ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠٥:٤٨ مساءً
*بداية أوجه عميق شكري وتقديري وامتناني للقاضي الرائع والسموح خالد الطويل ورغم عدم معرفتي به، إلا أن سماحة وشجاعة هذا الرجل، جعلتني أتمنى رؤيته لأنه عكس نبل أهل اليمن وسعة صدورهم وشمائلهم الكريمة، فالعفو عند المقدرة من شيم الكرام، واسأل الله أن يكون القاضي الطويل من الذين شملهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ( ثلاث من كن فيه أواه الله في كنفه وستره برحمته وأدخله في محبته ، من إذا أعطي شكر وإذا غضب فتر وإذا قدر غفر ) فلله درك أيها القاضي النبيل، الذي استطاع بحكمته أن يعيد البسمة للمظلومين وأن يؤكد بتسامحه ونبل إخلاقه أن هناك قضاة يمنيين منصفين وعادلين.

*أعرف جيدا الزميل صالح الحماطي منذ لقائي الاول به في الرياض قبل سنوات، كما يعرفه الزملاء في وكالة الأنباء اليمنية سبأ فقد جمع بين حسن الأدب ودماثة الخلق والصبر عند الشدائد، والرجولة عند المواقف، وقد أحسن صنعا حين وجه شكره وتقديره واحترامه للقاضي الطويل، ولم يكتفي الحماطي بوصف قاضينا المبجل بأنه واسع الصدر وسمح الأخلاق ، بل انه نفى نفيا قاطعا أن يكون قد أساء إلى القضاء اليمني، وأعتبر القضاء اليمني الملاذ الأمن والمنصف للمظلومين.

*أقول للزميل صالح، ما دمت في أيد أمينة وسمحة وتخاف الله، فأنت إلى خير ان شاء الله، وتذكر يا صديقي العزيز أن يوسف عليه السلام، لم يدخل السجن لأنه ارتكب جرما ، بل لأن امرأة العزيز كادت له ولفقت له التهمة، هو بريء منها، وتذكر كذلك ما حدث لابن آدم عليه السلام، فقد لقي مصرعه لا لجرم فعله، أو ذنب اقترفه واستحق عليه العقاب، كل ما في الأمر أن الله تقبل قربانه ، ولم يتقبل قربان أخيه.

*وقصة الزميل الحماطي تذكرني بقصة كنت قد قرأتها منذ أمد طويل ولا مانع من سردها ، فيحكي أن أحد الأنهار فاضت إلى الجهة الأخرى، وكان هناك عقرب يريد النجاة من الغرق، فطلب من الضفدع أن ينقله على ظهره للجهة الأخرى حتى لا يلقى مصرعه.

*طبعا الضفدع رفض أن يحمله خشية أن يلدغه، فما كان من العقرب الغدار إلا أن أظهر الضعف وقلة الحيلة وأكد له أنه لن ينسى جميله، وأنه لن يستطيع لدغه لأنه سيغرق معه، فوافق الضفدع المسكين وصدق العقرب الغدار فحمله على ظهره، وحين وصل به الى الجانب الأخر، وقبل أن يقفز العقرب إلى الجهة الآمنة من النهر وجه للضفدع لدغة مميتة ، وقبل أن يغرق الضفدع سأل العقرب ( لماذا فعلت بي ذلك وقد انقذتك من الغرق والموت ) فرد عليه العقرب ( لا تغضب أيها الضفدع المسكين فانت تعلم ان الغدر طبعي ولا أستطيع تغييره ).

*ختاما اذكر الزميل صالح بقوله سبحانه وتعالى ( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ) وأنا على يقين من أن القاضي الطويل سيحكم بما يرضي الله وليس ما يرضي هذا او ذاك ، ولكي ترتاح أكثر فأعلمك واعلم القراء الأعزاء أن الله قيض للضفدع سمكة طيبة أنقذتها من الموت، أما العقرب الغدار فقد كان يضحك بشدة ولم يلتفت إلى الفيل الضخم الذي كان يسير صوبه، ودهسه برجله الضخمة فسوى به الأرض، ليلقى مصيره المرعب جراء غدره.... ودمتم بخير.

صحفي يمني مقيم في الرياض.
[email protected]