الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٩ مساءً

وعي الشعب اليمني في مواجهة الحوثيين

الوطن أونلاين السعودية
الثلاثاء ، ٢٤ فبراير ٢٠١٥ الساعة ١٢:١٠ مساءً
تشير الأحداث الساخنة في اليمن خلال الأيام الماضية إلى مستوى عال من الوعي لدى الشعب اليمني، وإلى إحساس كبير بخطورة المرحلة، ولذلك التف اليمنيون حول بعضهم سعيا إلى هدف مشترك بعد وصول الرئيس عبدربه منصور هادي إلى عدن، وانفكاكه من الحصار الحوثي. فجاءت المسيرات الشعبية في الأيام الأخيرة في كثير من المدن اليمنية لتؤكد على شرعية الرئيس، وترفض ما فعله الحوثيون من إجراءات، وتطالب باعتبار العاصمة صنعاء مدينة محتلة.

اليمنيون الذين تحركوا في مأرب والجوف وتعز وغيرها من المدن أعلنوا استعدادهم للدفاع عن اليمن وعن الشرعية، الأمر الذي يعني أن عودة الرئيس هادي لممارسة مهماته شكلت ضربة قاصمة للجماعة الحوثية التي ظنت نفسها استأثرت باليمن وقراراته السيادية على المستويين الداخلي والخارجي، وبلغ بهم الأمر حدّ عزل قيادات رسمية وتعيين قيادات حوثية مكانها بأسلوب استعماري، معتمدين في ذلك على توجيه السلاح في وجه من يخالفهم، إلا أن المعادلة تغيرت كثيرا، واستمرار حملهم للسلاح قد يكون أهم عوامل نهايتهم بعد حين.

وعليه، جاءت مطالبة كثير من أبناء اليمن للرئيس عادي بإعلان عدن عاصمة موقتة وممارسة مهماته الرئاسية منها، لتثبت أيضا أن الشرعية باتت في مأمن، يحميها الوعي أولا، ويصونها أبناء اليمن الذين فهموا خطة الحوثيين، ورفضوا أن تكون بلادهم تابعة لإيران، ولذلك تضامنوا مع تمسك الرئيس هادي باستكمال العملية السياسية المستندة إلى المبادرة الخليجية، إذ أعلن ذلك في بيانه أمس.
وحين تنضم تيارات سياسية إلى مؤيدي الشرعية في اليمن، فذلك يشير بدوره إلى اختلاف المعطيات. فالحوثيون لم يعودوا قادرين على فرض إملاءاتهم على "التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري"، أو على "مجلس شباب الثورة السلمية"، أو "حزب التجمع اليمني للإصلاح"، وغيرها من تيارات أدركت خطورة المرحلة، وأنه لا بديل عن الالتفاف حول الشرعية المتمثلة في الرئيس هادي المقبول من جميع الأطراف، عدا الذي يريدون التخريب لغايات واضحة كالحوثيين ومن ساندهم لتحقيق مآربهم.
الرئيس هادي أعلنها في بيانه وقال: "لا شرعية للقرارات المتخذة بعد انقلاب الحوثيين"، واليمنيون الذين توافقوا عليه رئيسا شرعيا أيدوه فيما قال، فهل لدى الحوثيين طاقة على مواجهة إرادة شعب بأكمله، أم سيحكّمون صوت العقل، ليقبلوا بالاندماج مع المكونات اليمنية من أجل بناء وطن المستقبل؟