الجمعة ، ١٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥٢ مساءً

الحوثيون من النمو والنضوج الى التدهور

طارق العضيلي
الأحد ، ١٥ فبراير ٢٠١٥ الساعة ٠٦:٤٦ مساءً
إشتعل فتيل المعارك في الثامن عشر من يونيو 2004 م بين الجيش اليمني وأنصار الشباب المؤمن بتهمة إنشاء تنظيم مسلح على غرار حزب الله , والسعي لإثارة الفتنة الطائفية باليمن ، وبث سياسة التحريض ،والعنف ،والكراهية ،على نظام علي عبدالله صالح و،على القبايل ،والتحكم بمحافظة صعده وكذا استعمال المساجد لبث خطابات معادية للولايات المتحدة والتحريض على الإرهاب اسفرت هذه المعركة بقتل حسين الحوثي في العاشر من سبتمبر وتولى أخوه عبد الملك قيادة الجماعة من حينها
في مايو من العام 2005 اندلعت المعارك من جديد بفعل الانتهاكات المستمرة من الطرفين وبهشاشة الاتفاقات المبرمة قبلها وقتل خلال هذه الفترة 200 شخص في معارك بين الجيش اليمني والحوثيين، وفي شهر مايو من نفس العام, عرض الرئيس السابق علي عبد الله صالح عفوا رئاسيا على المتمردين شريطة أن يسلموا أنفسهم ويوقفوا إطلاق النار رفض الحوثيون العرض حسب بيان الحكومة واستمرت المناوشات بين الطرفين وأصدرت الحكومة اليمنية بيانا يلوم فيه المتمردين على مقتل 522 مدني وجرح 2708 آخرين وخسائر اقتصادية تقدر 270 مليون دولار.

في العام 2006 اشتبكت قوات قبلية من قبيلة وادعة الهمدانية المؤيدة لعلي عبد الله صالح تابعة للشيخ عبد الله العوجري مع قوات مؤيدة لعبد الملك الحوثي وتوقف الإقتتال قبل الانتخابات الرئاسية وأطلقت الحكومة اليمنية سراح المعتقيلن من سجونها.

في 28 يناير 2007 م اشتبكت عناصر من الحوثيين بالقوات اليمنية وقتلت 6 جنود وجرح خلال الغارة 20 آخرين ،اشتباك آخر خلف عشرة قتلى وعشرين جريح عند مهاجمة نقطة تفتيش قرب الحدود السعودية وردت الحكومة بحملة على صعدة قتل خلالها 160 من الحوثيين حسب المصادر الحكومية .

تم الاتفاق على هدنة في 16 يونيو وقبل عبد الملك الحوثي شروطها ومنها اللجؤ السياسي إلى قطر مقابل الإفراج عن مساجين حوثيين في السجون اليمنية
في مارس 2008 عادت المواجهات بين الجيش والحوثيين عندما قتل 7 جنود في كمين نصبه الحوثيين وإنفجرت قنبلة في 2 مايو بعد صلاة الجمعة خارج مسجد بن سلمان في صعده. قتل15 شخصا وجرح 55 اخرين وأتهمت الحكومة الحوثيين بالوقوف وراء الحادث نفى الحوثيون التهم عنهم
في مايو من نفس العام قتل 13 جنديا و 26 من الحوثيين في إقتتال في صعده توقفت الاشتباكات لعام 2008 عندما أعلن علي عبد الله صالح وقف إطلاق النار في 17 يوليو وصل عدد المعتقلين في أغسطس من نفس السنة إلى 1200 معتقل دون محاكمات.

شنت القوات اليمنية حملة عسكرية عرفت باسم عملية الأرض المحروقة في 11 أغسطس 2009 قتل أكثر من 80 مدني نازح في هجوم شنته القوات اليمنية وأنكرت الحكومة اليمنية أن القتلى مدنيين وقالت أنه كان مخيما للحوثيين وخط إمدادات شن الحوثيون هجوما على نقاط حدودية وقتلوا جنديان سعوديان وجرحوا 11 آخرين في نوفمبر وسيطروا على جبل الدخان على خلفية إتهامات للسعودية بدعم الجيش اليمني كان الموقف الحوثي أن الحكومة السعودية تسمح للجيش اليمني باستعمال مواقع سعودية لشن هجماته خاصة أن معاقل الحوثيين قريبة من الحدود السعودية على صعيد آخر أعلن مسؤول يمني عن ضبط قارب محمل بمضادات للدبابات عليها 5 إيرانيين لمساعدة الحوثي وزعم علي عبد الله صالح أن عددا من المعتقلين المحسوبين على جماعة الحوثي قد إعترفوا بالدور الإيراني في الحرب أنكر عدد من المسؤولين الإيرانيين الإتهامات وأقروا بوجود السفينة لكن دون الأسلحة ووصفوا إتهامات الحكومة اليمنية "بالتضليل الإعلامي" في 5 نوفمبر شنت القوات السعودية هجوما جويا على الحوثيين وأعلنت بعد ثلاثة أيام أنهم استعادوا جبل الدخان في اليوم نفسه، أعلن الحوثيون عن أسر جنود وقتلت عددا لم يحدده من الجنود السعوديين.

في 11 فبراير من العام 2011 اعلن رسمياً عن الثورة الشبابية السلمية وذلك بعد ان شهدت بعض الدول العربية تغييراً سياسياً في انضمتها ومنها مصر ، وتونس فعاشت اليمن نفس الدور وشهدت العاصمة صنعاء حراكاً سلمياً من قبل الشباب ،وطلاب المدارس والجامعات وكذا بعض رجال القبايل ،والحوثيين انفسهم الذين وجدوا فرصة للثأر والانتقام من نضام علي صالح ومن الدولة بأكملها كما تبين بعد ذلك وقد اسفر هذا الحراك الثوري بالعديد من الاحداث والوقائع في عموم اليمن جميعاً منها انقاسم الجيش تحديدا في 21 مارس 2011 عندما اعلن الجنرال علي محسن الاحمر ،والعميد القشيبي وغيرهم انضمامهم للثورة وهذا ما جعل اليمن خاصة الشمالية والشرقية منها ساحة حرب وقد شهدت العديد من المواجهات والاقتتال الدامي بين الجيش المنحاز للثورة والقبائل من جهه وبين المعسكرات والقبايل الموالية لنظام صالح من جهة اخرى اسفرت عن قتل ما يقرب من 2000 قتيل و 22000 جريح وسجن 1000 اضافة الى عدد من المخفيين قسراً.

في 23 نوفمبر، وسط دعوات داخلية وإقليمية ودولية وقّع صالح على اتفاق برعاية مجلس التعاون الخليجي وبدعم من مجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بأن ينقل السلطة لنائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، على امتداد ثلاثة شهور. وفي المقابل وعد الاتفاق صالح ومساعديه بالحصانة من الملاحقة على الجرائم المرتكبة أثناء رئاسته.

في21 فبراير 2012 صوت اليمنيون على انتخاب عبد ربه منصور هادي – وهو المرشح الوحيد – رئيساً انتقالياً لمدة عامين جرى خلالها العديد من القرارات والإقالات وهيكلة الجيش التي استمرت الى 2014 وكان الحوثيون من المقاطعين لها في 18 مارس 2013 انطلقت اولى جلسات الحوار الوطني وكان الحوثيون فيه شركا.

خلال هذه الفترة وحتى انتهى مؤتمر الحوار الوطني في 25 يناير 2014 وحتى توقيع اتفاق السلم والشراكة في 21 سبتمبر 2014 كان الحوثيون يحاورون عبر فريق ويحاربون عبر عدة فرق سواء بالسلاح والبارود ،او بشراء الولاءات والذمم ،و بجلب واستيراد السلاح والمال من الخارج ، صاحب هذه الفترة منهم استيلاء وسيطرة على العديد من المناطق ، والمدن ،والمعسكرات وكانت الاشاعات والادعاءات هي العامل المساعد لهم في كل ما يقومون به فكل اقتحام لاي مدينة او معسكر كان يسبقه عاصفة اعلامية وإشاعات مغرضة يقنعون بها الناس و السكان المحليين (بيت الاحمر ،القشيبي، محافظ عمران ، حكومة باسندوه، الجرعة وغيرها) لم يتوقف الحوثيين عند اسوار معسكر الفرقة مدرع والقيادة العامة للقوات المسلحة بل واصلوا الزحف جنوباً نحو ذمار ،واب ،والبيضاء ، وشرقاً نحو ارحب والجوف ومأرب ،وغرباً نحو الحديدة والبحر الاحمر .

وحقق الحوثيون الكثير من اهدافهم على الارض بالقوة لكنهم في المقابل خسروا شرفهم وثقة الناس والعالم بهم فهم اليوم يقمعون المظاهرات والاحتجاجات السلمية بالحديد، والنار ،والتعذيب المخيف بحق من يعارضهم او يخرج مسيرة ضدهم وهذا يعتبر اسرع مؤشر لهم في الانهيار ،العالم الخارجي ايضاً يضعهم اليوم في عزلة تامة والكثير من السفارات تغادر، الوضع الاقتصادي والعملة اليمنية تتهاوى وتنهار ،ازمات الغاز والمشتقات النفطية ،والكهرباء ،والخدمات العامة تختفي من حياة الناس ،الحراك الشعبي والجماهيري يزداد يوماً بعد يوم، القبايل والمدن التي لم يسيطروا عليها تنتفض وتستعصي عليهم هذه ادلة تعتبر كافية لجعل الحوثيين يعيدون مراجعة حساباتهم من جديد.

واعتقد انهم لن يستطيعوا الصمود كثيراً في مرحلة الانهيار وانهم سيخسرون كثيراً مالم يرجعوا الى صوابهم والى تحكيم العقل والمنطق، وترك السلاح جانباً و ربما لن يحدث لان الجماعة لا تؤمن اصلاً بالحداثة ، والمدنية ،والسلم وهذا يكلفهم كثيراً بل و يجعلون الوطن يدفع اغلى ما فيه وهو الدم، والأرض ، والإنسان.